منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية
منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية
منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية

رئيس مجلس الإدارة أ / إسراء ياسين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
جريدة ندى ترحب بكم ويسرها نشر إعلاناتكم بالملحق الإعلاني بأسعار رمزية
احرص على اقتناء جريدتك نــــــدى الشاملة ( سياسية - اجتماعية - ثقافية - رياضية - الأسرة والطفل - التعليم - الدين - الحوادث )
احجز مساحة لنشر تهنئتك الخاصة بسعر لا يقارن ولن تجد له مثيل .
الأستاذة / إسراء ياسين رئيس مجلس الإدارة ترحب بزوار المنتدى .

 

 البرلمان الصغير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


تاريخ التسجيل : 26/09/2009
الموقع :

بطاقة الشخصية
semsemyassen: صادق القماح

البرلمان الصغير Empty
26092009
مُساهمةالبرلمان الصغير

البرلمان الصغير
تُولى جامعة الدول العربية اهتماما متزايدا بالطفولة وتعمل على تشجيع الجهود الرامية إلى استعادة الشخصية العربية المبدعة والى تنمية التفكير العلمي والثقافة الابتكارية والابداع الادبي والفنى لتلك الفئة التى سيتولى افرادها المسئولية بعد سنوات ليست ببعيدة ، فمنهم من سيكونون قادة هذه الامة ومفكريها وعلمائها ومبدعيها .
ان تأمين حقوق الطفل وتنمية قدراته اصبحا من اهم اهتمامات جامعة الدول العربية وذلك من خلال رسم السياسات ووضع البرامج والخطط والاستراتيجيات الهادفة إلى تحسين وضع الاطفال في المنطقة العربية .
ولتاكيد حقوقهم افردت الجامعة وثيقة الاطار العربي لحقوق الطفل التى اقرها مؤتمر القمة ( عمان / مارس2001) كمرجعية للعمل في القضايا المتعلقة بالطفولة خلال العقد الاول من القرن الحادى والعشرين ، مرورا بخطة العمل العربية الثانية التى اعتمدها المؤتمر العربي الثالث رفيع المستوى لحقوق الطفل ( تونس/ يناير 2004) والتى اقرها مؤتمـــر القمة ( تونس/مايو2004) ، وهى خطـة عشرية ( 2004-2015) تسترشد بها الدول العربية في وضع خطط وآليات وطنية يراعى في تنفيذها ان تكون منسجمة مع المبادئ العامة المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل التى صدقت عليها الدول العربية والتزمت بها. وانطلاقا من اهتمام جامعة الدول العربية بحق الاطفال في المشاركة في عملية صنع القرارات خاصة تلك التى تمس حياتهم وتؤثر عليها كما نصت المــادة (12) من اتفاقية حقوق الطفل، وايمانا منها بان هذه المشاركة تعد من اهم العناصر التى تفضى إلى ارساء مبادئ الديمقراطية، وتأكيدا على حق الطفل في حرية الرأى والتعبير وتشجيع الحوار المتبادل والمفتوح معه بهدف تنمية قدراته على تحمل المسئولية، وسعيا إلى توسيع قاعدة المشاركة لدى اطفال الوطن العربي اوصت اللجنة الفنية الاستشارية للطفولة العربية في دورتها الحادية عشـر(الخرطوم /مايو2005) بالموافقة على المقترح المقدم من المجلس القومي لرعاية الطفولة في السودان بانشاء برلمان الاطفال العرب .

الأهـــــــــداف
1. .ترسيخ قيم الديمقراطية والمساواه والمشاركة في صنع القرار عن طريق الحوار والتعبير عن الرأي في اطار منظم لدى الاطفال والنشء
2. بلورة التصورات والرؤى المشتركة بين اطفال الدول العربية فيما يخصهم من قضايا رعاية وحماية الطفولة
3. اكساب الاطفال مهارة الحوار والتحاور وتقبل الرأى الآخر .
4. تعريف الاطفال بحقوقهم والدفاع عنها ودورهم تجاه قضاياهم العربية والوطنية والمساهمة في نشر ثقافة حقوق الطفل وحقوق الانسان.
5. تضمين توصيات برلمان الاطفال العرب في السياسات العامة لرعاية الطفولة في الدول العربية عبر جامعة الدول العربية .
6. تبادل الخبرات والتجارب بين الاطفال العرب.
7. اعداد جيل عربى قيادى للمستقبل.
8. حشد طاقات الأطفال في استخدام وسائل الإعلام للتعبير عن آرائهم

[تحرير] المشروع
وثائق ونشاطات
[تحرير] تقرير الاجتماع التاسيسي الاول " لبرلمان الاطفال العرب"
17 و18 نوفمبر 2005 بيروت – الجمهورية اللبنانية
فى اطار تنفيذ التوصية رقم ( 19) الصادرة عن اللجنة الفنية الاستشارية للطفولة العربية في دورتها الحادية عشر التى عقدت خلال الفترة من 3-5 مايو 2005 بالخرطوم ، والتى نصت على الموافقة على المقترح المقدم من المجلس القومي لرعاية الطفولة بالسودان بانشاء برلمان الاطفال العرب.
وجهت الامانة العامة لجامعة الدول العربية ( إدارة الاسرة والطفولة ) الدعوة إلى المجالس العليا واللجان والهيئات الوطنية للطفولة والاجهزة والادارات المعنية بشئون الطفولة بالوزارات المتخصصة للمشاركة في الاجتماع التاسيسي الاول لبرلمان الاطفال العرب خلال يومي 17 و 18 نوفمبر 2005 في بيروت بالجمهورية اللبنانية .
شارك في الاجتماع اثنى عشر دولة عربية هى :المملكة الاردنية الهاشمية – دولة الإمارات العربية المتحدة – مملكة البحرين- الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية – المملكة العربية السعودية – جمهورية السودان- الجمهورية العربية السورية- جمهورية العراق- الجمهورية اللبنانية – الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي- جمهورية مصر العربية – الجمهورية اليمنية .
اليوم الاول ، الخميس 17 نوفمبر ‏2005‏‏
الجلسة الافتتاحية وناقشت
كيفية تطبيق ما يتوصل اليه الاطفال من توصيات.
* توعية اولياء امور الاطفال الاعضاء في البرلمان باهمية مشاركتهم.
* تحديد اسم للبرلمان ( برلمان الطفل العربي- البرلمان العربي للطفل والنشء- برلمان الشباب العرب).
* تحديد الجهة التى ترشح الاطفال الذين سوف يمثلون دولهم في حال الدول التى ليس بها برلمانات.
عرض مشروع لائحة برلمان الاطفال العرب التى اعدتها الامانة العامة لجامعة الدول العربية ( إدارة الاسرة والطفولة) وادخال التعديلات والاضافات التى تقدم بها اعضاء الوفود


التوصيات: :
1. دعوة الامانة العامة ( إدارة الاسرة والطفولة ) إلى تكليف خبير لاعداد النظام الاساسي للبرلمان على ان يعرض في الاجتماع التاسيسي الثاني الذى سيعقد خلال شهر يناير في مملكة البحرين، وفى حالة تعذر استضافته في البحرين سيتم عقده بمقر الامانة العامة .
2. دعوة الدول الاعضاء للمشاركة في هذا الاجتماع بوفد يضم بجانب الكبار طفلين ( طفلة وطفل) من كل دولة وذلك للاسهام بارائهم في النظام الاساسي للبرلمان.
3. يراعى العمل على الاستفادة من التجارب العربية الرائدة في هذا المجال عند اعداد النظام الاساسي للبرلمان .
4. تشجيع وتحفيز الدول على احداث هياكل تتيح للاطفال المشاركه والتدريب على ممارسة حقهم في التعبير.
5. تقوم مجموعة من الاطفال بالمهام الاعلامية للبرلمان وذلك بالاتصال بوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لنشر وتغطية جلسات البرلمان.
6. دعوة الدول إلى ادراج مادة حول كيفية عمل البرلمانات في المناهج المدرسية.
7. انشاء موقع لبرلمان الاطفال العرب على الانترنت، ويمكن البدء بتخصيص صفحة على موقع جامعة الدول العربية.

صفات القائد ومهارات القيادة الفعالة
قوة الشخصية :
لابد وأن يمتع الطالب بشخصية قوية وينمي المعلم هذه الصفة عند الطالب بالتنسيق مع ولي الأمر .
- القدرة على التفاعل مع الآخرين :
ويتم فيها تفاعل الطالب في المجتمع المدرسي والمجتمع المحيط به بصورة واضحة
- ملم بقضايا العصر :
وذلك عن طريق الإطلاع على الجرائد اليومية أو الأخبار في الإذاعة أو التلفاز أو من خلال النت
- القدرة على الإقناع :
أن يملك القدرة على استخدام اللغة والحجج المبرهنة على وجهة نظره وعلى المعلم أن يقوم عنده هذه القدرة بصورة فعالة
– القدرة على السيطرة :
أن يكون الطالب قادر على السيطرة بصورة مقبولة على المجموعة التي تعمل معه .
- سرعة البديهة :
أن يكون ذات ذهن حاضر في الموضوع الذي يناقشه ويستحضر الحجج الخاصة بلغة حوارية غير مبالغ فيها وهنا يحاول المعلم أن يقوم عنده هذه الصفة من خلال محاورات ذكية بينهما واستخدام الأساليب الغير مباشرة معه.
- يقبل النقد البناء :
أن يتعود الطالب على وضع المشكلات والسلبيات التي تقابله في المجتمع المدرسي أو المجتمع المحيط به ويحاول وضع حلول لها .
- مباشر :
أن يكون الطالب واضح الهدف ويناقشه بصورة مباشرة بدون لف أو دوران حول الهدف .
– امين :
أن تتسم فيه صفة الأمانة سواء المادية أو الأمانة العملية في نقل الموضوعات ويعرضها دون زيف أو تغيير .
-متفهم لمشاعر الآخرين :
على القائد أن يكون متفهماً لوجه نظر الآخرين وإحساسهم نحو ما يناقشوه سواء كان بالإيجاب أو بالسلب ولا يستهيم بهذه المشاعر .
صريح :
أن يعرض الطالب وجة نظره بمنتهى الصراحة والوضوح والأدب لأن الصراحة تكسبه ثقة الآخرين فيه فلا يكون موضع ارتياب نحوهم .

– يشعر بقيمة الشخص الآخر :
على القائد أن يشعر بأن من يعملون معه أو أن المحيطين به ذات أهمية لأنه بدونهم لن يجد التعاون أو القضية التي يسعى لحلها من خلالهم وعلى المعلم أن بيبن له أهمية الغير بالنسبة له .
- يحترم الشخص الآخر :
على القائد أن يحترم الشخص الآخر ولا يتعمد الاستهانة به أو بآرائه أياً كانت وعلى المعلم أن يبدي له الاحترام رغك صغر سنه ولا يسفه من وجهة نظره .
يحترمه الشخص الآخر :
أن يكسب القائد احترام الآخرين عن طريق جديته وتواضعه ومشاركته في القضايا المحيطة به .
اجتماعي
أن يهتم الطالب بما هو محيط حوله سواء في المحيط المدرسي وما يخص النواحي الاجتماعية بالنسبة لزملائه ومحاولة مساعدة المحتاجين اجتماعياً في السر بعد دراسة اجتماعية يقوم بها من خلال مجموعته وعرضها على المعلم الذي يقوم بدوره على تنمية هذه الصفة عنده .
- مطلع على كل المستجدات
أن يكون ملم بكل ما هو جديد فيما حوله سواء كان هذا الإلمام لسلبيات أو إيجابيات .
- يملك القدرة على الحوار :
أن يملك القائد الموهبة والقدرة على الحوار ويكون هذا الحوار من أجل الوصول لنتائج فعالة للمجتمع المحيط به وعلى المدرس أن ينمي عنده هذه الموهبة والدرة من خلال مناقشته له في الفصل أو في الاجتماعات .

ضوابط النقد البناء
يعتقد المؤرخون والباحثون في حياة المجتمعات والأمم وبعد دراسات وبحوث عديدة أن سقوط الحضارات والثقافات ليس من الضروري أن يكون بسبب الغزو الاستعماري الخارجي - كما قد يعتقد البعض بنظرية المؤامرة الخارجية - وهذا لا يقلل من أهمية وخطورة هذا العامل في السيطرة على الشعوب والمجتمعات عن طريق زرع ثقافة الهيمنة والاستلاب الثقافي والحضاري.
فقد يكون السقوط بسبب الأمراض التي قد يصاب بها المجتمع - أي مجتمع - وبالتالي تدفع هذه الأمراض المجتمع نحو السقوط في الهاوية.
وهذا ما تؤكده الدراسات التاريخية كما يذكر الباحث والمؤرخ البريطاني توينبي Tounbee بعد دراسة مستفيضة للحضارات وأسباب نشوئها وسقوطها إذ يؤكد:
إن الأمم لا تعتل بل تنتحر أي أن النخب المسيطرة تدخل في حالة نزاع دائم تعجز عن ابتكار حلول تحظى بالإجماع لمشكلاتها الحياتية المتراكمة والمتأزمة، وان حالة النزاع الدائم مع العقم عن إيجاد الحلول يدفع الناس العاديين إلى تقبل الحكم الأجنبي في المرحلة الأولى ثم الانحلال في آخر الأمر(1).
وهذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم منذ خمسة عشر قرناً من الزمان كما في قوله تعالى (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ...)(2).
حيث تقرر الآية الشريفة أن التنازع طريق إلى الفشل في التعايش مع الجماعة الواحدة، وضمن سياج أو سور كلي، أو ضمن ما يصطلح عليه في علم النفس المعاصر العقد الاجتماعي الذي نحتاج إليه جميعاً ويقوم على عدة أسس مهمة تلزم الإنسان بمراعاتها أثناء عملية التعايش مع اقرار المجتمع وكما يقرر القرآن عملية التعايش في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا... ) (3) فالتعايش حاجة بشرية شريطة أن يرتبط بالعقد الاجتماعي الذي يعني الخروج من نفق العزلة والفردية التي تكاد تطفو على السطح الاجتماعي كمشكلة حقيقية.
التقوقع على الذات والبقاء داخل عنق الزجاجة من المشكلات الخطيرة التي تعاني منها بعض الجماعات - باسم النخبوية أو حماية الذات أو العمق الفكري - في عالمنا الإسلامي ويستطيع الباحث رصد هذه الحالة في عدة مشخصات:
- عدم الإيمان بالآخر كمنافس يحقق ذاته وموقفه في الواقع الاجتماعي.
- عدم التعاطي مع تراث الآخر ثقافياً وفكرياً، مع قدرته على إثبات الذات.
- عدم الانسجام مع مواقف الآخر مع ما تحمله من إيجابية وقدرة على خلق تموجات حقيقية كرصيد اجتماعي.
- القطيعة مع الآخر وهذه نتيجة طبيعية للمقدمات السابقة مما يؤدي إلى إيجاد حالة من العزلة السلبية التي يقف الدين منها موقفاً سلبياً سواء على صعيد القرآن حيث قرر أن من أهداف الإيجاد بهذه الطريقة التعارف والتعايش الاجتماعي (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) وآيات أخرى كثيرة نتيجتها الحث على الحياة الاجتماعية ضمن الأطر والدوائر المعروفة، والمتتبع لآيات القرآن يجد كماً هائلاً من الآيات هي بمثابة الخطابات الجماعية يطلقها القرآن بصيغة الجمع للمسلمين وهي في حقيقتها تكاليف جماعية.
وأيضاً رصدت السنّة المطهرة روايات عديدة عن الرسول وأهل بيته (عليهم السلام ).
فقد ورد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) :
(المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)(4).
وعنه (عليه الصلاة والسلام) أيضاً :
(يد الله مع الجماعة والشيطان مع من خالف الجماعة يركض)(5).
وعنه (عليه الصلاة والسلام) أيضاً :
(أيها الناس عليكم بالجماعة وإيّاكم والفرقة)(6).
ومن هنا تأتي أهمية التعايش والتفاعل مع الآخرين والتواصل معه أيضاً تراثاً وفكراً وثقافة، وأهم من ذلك كله التواصل عن طريق التلاقي والاستماع إليه رأياً وموقفاً وهذه المسألة - الاستماع - بمقدار ما هي على درجة كبيرة من الأهمية فعدم التفاعل معها على درجة كبيرة من الخطورة من حيث اختلال توازن السيرة المستقبلية لما تحمله في طياتها من أمراض خطيرة لها تأثيرها السلبي على المستوى الفكري والثقافي.
نحن والآخر (النقد والانتقاد)
هذا المصطلح - الانتقاد - له وقع كبير لدى بعض الأسماع الحساسة التي قد يسهل عليها تناول الآخر بالانتقاد وتسليط الأضواء على الجوانب السلبية الغامضة في فكره ولكنه غير مستعد أو قادر على إعطاء هذا الحق - حق الانتقاد - للآخر ليمارس عليه نفس هذا الدور.
ويمكن رؤية أو تشخيص الكثير - منا - ممن يحبون ممارسة هذا الحق ضد الآخر وبعنف أيضاً. قد يصل إلى هذا الاسقاط - ويمتلكون القدرة العالية والأدبيات الفكرية والمصطلحات الأدبية المتموجة التي ينطلقون منها كما في علم اللسانيات وكما هو حال فكر واضع علم السفسطة الفيلسوف المعروف بروتاجوراس اليوناني القائم على القدرة الأدبية التي تجعل السامع يخضع للقول ويحكم وفق ما هو مطلوب(7) وإبراز الفكر الآخر بأنه فكر طوباوي ظلامي غير قادر على الصمود، ولا يستطيع التأثير أو فكر لقيط تجميعي. ثمة أمر آخر وهو أن يعد هذا الناقد نفسه مساهماً في تدعيم الثقافة الموضوعية والجدية التي ترفع وعي الأمة ولكنه يرى في الجانب الآخر أن مناقشة هذه الأفكار النقدية ضده هي نوع من تمزيق وحدة الصف، ولا ترمز إلى المثاقفة العاقلة، بل هي نوع من اللامسؤولية يمارس ضد هذا الفكر أو ذاك بغية اقصاءه من الساحة الاجتماعية.
وهذه الأزدواجية في الممارسة ضرب من التناقض والأنانية المفرطة التي قد تلازم البعض منا وتجعله متمسكاً بمصالح الشخصية والذاتية مهما كانت الظروف والنتائج والوسائل التي قد يتذرع بها لتحقيق الجماعة التي قد لا تعرف حدوداً وقيوداً ومن أجل ذلك كله يتخذ من نقد الآخر وسيلة لتحقيق ذلك كله ولتحقيق شره لا يعرف له حدود.
ومن هنا يتأتى القول إن العملية النقدية لها وجهان قد يطل كل منهما على الآخر، وقد تحصل بسببها القطيعة التامة بين هذا الفكر وذاك.
وحتى يكون النقد مفيداً ومنصهراً في بوتقة المصلحة العامة لابد من ضوابط عديدة يقاس من خلالها النقد البناء من غيره. ولكن هناك أموراً عدة لابد من ذكرها قبل الخوض في تعداد الضوابط
مقدمات لابد منها
1 - كلنا يحب عمله ومشروعه ونهجه ويطمح إلى مستقبل مشرّق يضمن قيم السعادة ولكن البعض يحب أن يبني بطريقته الخاصة وعبر فهمه الخاص وعلى الجميع أن يتبعوه بلا نقد أو رؤية أو تقويم لمنهج أو طريقة، وهذا يلزم منه ان تكون النتيجة المرجوة من خلال هذا المنهج مزيداً من المعاناة والآلام والتصدعات ومن الضروري الإشارة إلى أن هذا النوع من الرؤية الضبابية للفكر منشؤها الحب المفرط للذات أو الجهة والجماعة الأمر الذي يدفع نحو مزيد من التشدد والتعصب للرأي وعدم التقاطع مع الآخر، وبدوره يكون معبراً إلى الاستبداد بالرأي منشأ كل المعاناة التي تعاني منها ساحتنا الإصلاحية.
وقد نتفق جميعاً على أن الوضع الذي بلغته ساحتنا وجماعاتنا أو بعض مجتمعاتنا الإسلامية وما نعانيه من مشاكل خطيرة ونواجهها جميعاً تعود إلى سبب واحد. وهو عدم قدرة البعض منا على التعايش مع الآخر سواء في الدوائر الضيقة أم الواسعة، بل قد يكون ضمن الدوائر الأضيق - بروح إيجابية فقد سبب هذا الأمر مجموعة من التداعيات تستدعي الالتفات إلى أننا بصدد مواجهة أزمة خطيرة تعيشها أغلب الجماعات الإسلامية ويمكن إرجاعها في معظم حالاتها إلى عجزنا الفكري والسلوكي على المستوى الفردي - بسبب عدم فهمنا للنصوص الإسلامية بصورة دقيقة - لعدم قدرتنا على تحقيق إمكانية العيش في الذات مع الآخر ومثاقفته وممازجته فكرياً.
ومن الواقعية القول إنه لا يجب القفز على كل هذه المشكلات وابقاءها تراكمات في سلة المهملات العقلية، لأن عدم النظر إلى الخلف في الكثير من الأحيان هو قفز على واقع أخر معلوم والعبور لواقع أخر مجهول قد يحمل نتائج سلبية مدمرة، فمن دون مراجعة الماضي ودراسة الأسباب والمسببات التي عملت على وصول الوضع إلى ما نحن فيه اليوم يعد عملاً غير منطقي في عالم لا يسير إلا وفق ضوابط وقوانين(Cool.
وهذه الأمور جميعاً تشير إلى ضرورة توفر عنصر النقد والنقد الذاتي أولاً وصيرورته برنامجاً للمحاسبة الذاتية ثم محاسبة الآخر كما هو لسان الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) فقد ورد عن الإمام الصادق (رضي الله عنه ) :
(حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه فإن رأى حسنة، استزاد منها وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة)(9).
2 - ومما ينبغي الاتفاق عليه أنه لا يستطيع أحدنا - سوى المعصوم - أن يدعي أنه يمتلك الحقيقة كاملاً لوحده، ومن أخطر الأمور على المستوى الفكري - كحد أدنى - أن يدعي أحدنا العصمة لفكره أو سلوكه أو يلبس بعضنا مواقفه ثوب القداسة ويعتبرها حرماً مقدساً وحصناً منيعاً، لا يجوز - بل لا يمكن - اقتحامه أو التعدي عليه، ولكنه يمتنع عن منح هذه العصمة أو القداسة لغيره، بل قد يحارب الآخر لأنه يحمل فكراً من قبيل فكره الذي يعتقد به. ويعتبر الآخر خطأً مهما كانت قوة أو عمق الموقف والاستدلال وبذلك تنشأ القطيعة ويترسخ مبدأ الانعزال في الأنفاق النفسية مع أن الواقعية تقتضي عدم ذلك، ومن التطرف الإدعاء أن رأيي صواب يحتمل الخطأ - ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، هذا فضلاً عن إدعاء عدم إمكان مجاوزة الصواب للرأي والعكس في رأي الغير.
وعند مراجعة النصوص الدينية تجد أنها تقف موقفاً سلبياً وبعيداً عن هذا الادعاء كما في قوله تعالى :
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(10).
حيث تقرر الآية أن رأيي ورأي غيري يحتمل الصواب والخطأ معاً، وهذا بخلاف القاعدة المشهورة خطأً التي يتعامل بها الجميع في تقديس آرائهم ومواقفهم ويمكن استفادة هذا المبدأ من السيرة النبوية في احترام الآخر مهما كانت قناعاته الفكرية والآيديولوجية، وفي عدم تحقير أو محاولة إسقاط الفكر المختلف لمجرد الاختلاف. لأن هذا يعني اشهار سلاح التسقيط والتهاتر الإعلامي والفكري وهذا يرفضه القرآن حتى مع غير المسلم - فضلاً عن المسلم - ففي قوله تعالى :
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ... )(11).
3 - نحن نواجه تحديات كبيرة وخطيرة على مختلف الصعد وأكبرها التحدي في المسألة الثقافية حيث يبذل الغرب جهداً مضاعفاً في تعميق ثقافته وجعلها واقعاً أو عملة سهلة التداول ومستقبلنا مرهون بمدى قدرتنا على مواجهة هذا التحدي وفرض ثقافتنا كبديل قوي وناجح عوضاً عن الثقافات الغازية لأمتنا والهادفة إلى سلب الهوية والشخصية الإسلامية.
وبهذا نكون عنصراً فاعلاً في هذا العصر كما كان أسلافنا وثقافتنا وكما أراد لنا الإسلام أيضاً ذلك، وهذا كله لا يكون إلا بعد البحث عن نقاط وعناصر قوتنا والانطلاق نحو تعميم هذه العناصر على المسألة الإسلامية المعاصرة وفي جميع أبعادها ومن الضروري أيضاً تتبع الفيروسات القاتلة التي تقف مانعاً دون تفعيل هذه الثقافة، وبهذا تكون ثقافتنا حيوية وقادرة على الارتباط بالواقع الإسلامي بعيداً عن ثقافة التغريب والتذويب في الثقافات الأخرى التي يدعو إليها بعض المثقفين المنسلخين من شخصيتهم الإسلامية، وليس من الضروري بعد ذلك كله أن نعيش في جزر الانطواء والانغلاق الثقافي دون أن نتفاعل مع العصر وثقافته شريطة أن نمتلك القدرة على التفاعل الإيجابي، واتخاذ القرار المناسب المستقل في المسألة الثقافية وخصوصاً تلك المرتبطة بالواقع الاجتماعي ومشاكله.
4 - ثمة أسئلة عديدة لابد أن نفرغ من الإجابة عليها أولاً لنستطيع بذلك الدخول الإيجابي إلى الألفية الثالثة وبكل ثقة وفاعلية وان نكون عنصراً فاعلاً تقبله القاعدة الشعبية وتمتلك القدرة على مواكبة العصر في حركته المعرفية والمعلوماتية الهائلة، ولأجل القدرة على تحصين مجتمعاتنا وأمتنا من خطر الثورة المعلوماتية والعولمة في بعدها السلبي ومن هذه الأسئلة المطروحة.
- هل يمتلك خطابنا - وبالتالي ثقافتنا - نظرة جادة للمستقبل؟
- هل نمتلك كمثقفين إسلاميين رؤية حقيقية لما تعيشه مجتمعاتنا من مشاكل في البعد الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي، وبالتالي هل يمتلك خطابنا المعاصر عناصر القوة المؤهلة للتأثير في الآخر؟
- هل يستطيع خطابنا الثقافي إيجاد العوامل المشتركة والأرضية الصالحة للتلاقي على المائدة الواحدة التي يتغذى عليها الجميع ضمن الدائرة الإسلامية؟
- وهل يستطيع القائمون على الشأن الثقافي والتوعوي من المفكرين والباحثين المسلمين تناول المفاهيم الإسلامية بصورة صحيحة تماماً وتعكس الفهم الصحيح والدقيق للإسلام؟
هذه وغيرها من استحقاقات محاسبة المرحلة، والولوج إلى المرحلة الراهنة ومن هنا ينبغي أن يعكف أهل الفكر والقلم والتوجيه الإسلامي واستشراف المستقبل من خلالها خصوصاً في المسألة الثقافية، في عالم أصبح البعد الثقافي أهم أبعاد المرحلة وأهم اختيارات عصر العولمة والمعاصرة فمتى يمسك بزمام الثقافة ليستطيع الفعل في هذا العالم. ولذا ينبغي التركيز على خلق ثقافة جديدة تمتاز بالاستثنائية والشجاعة وهي ثقافة المراجعة ونقد الذات قبل نقد الآخر.
ثقافة النقد ونقد الثقافة
مراجعة الحسابات ونقد الذات خير ما يمكن الاعتماد عليه في مثل هذه المرحلة.
أولاً: لأنه دعوة قرآنية قبل أي شيء، حيث أوقع القرآن على الأمة مسؤولية كبيرة لأجل تحقيق الذات والوصول بها إلى الكمال المطلوب ، وتتعمق المسؤولية بالنسبة للجيل الواعي من مثقفي الأمة وكتّابها الفاعلين في الوسط الاجتماعي، من أجل إخراج المجتمع من دوامة المشاكل، وإنفاق العزلة الفكرية المقتصرة على البعد أو الاتجاه الواحد ولتحقيق ذلك نحتاج إلى شجاعة من نوع خاص في ممارسة النقد البناء لفهمنا للمفاهيم الإسلامية المرتبطة بالعمل الاجتماعي ومدى أقترابها وملاصقتها للفهم الواقعي خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها عالمنا الإسلامي - الغزو الثقافي المعولم وعلاقات التطبيع المختلف مع العدو الصهيوني - وهذا يلفت أنظارنا إلى ضرورة تفكير جميع القوى والفاعليات المنتشرة على الساحة الإسلامية العريضة لأجل القيام بعملية شحذ الهمم واستنفار الجهود والقيام بعملية مسح شاملة للأفكار وبعض المسلمات والمواقف من الآخر ونظرتنا للواقع من حيث الطوباوية والواقعية وفهمنا للموروث الثقافي والنصوص الدينية المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية ومع الفرقاء والمنافسين. وهي دعوة قرآنية إلى مراجعة الذات ومناقشة الاستحقاقات كما يقرر القرآن والروايات. ففي قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(12).
وقوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ... )(13).
وكذلك الروايات فقد ورد عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) :
(اكيس الكيّسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت)(14)
وورد عن الإمام علي (رضي الله عنه ) (حاسبوا أنفسكم بأعمالها وطالبوها بأداء الفروض عليها)(15) وأيضاً عنه (عليه السلام ) (قيدوا أنفسكم بالمحاسبة وأملكوها بالمخالفة)(16) وغيرها من الروايات، بل ورد التشدد في محاسبة النفس في كل يوم فقد ورد عن الإمام الصادق :
(حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه فإذا رأى حسنة استزاد منها وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة).
وهذه النصوص كلها واردة في سياق مراجعة الذات على المستوى الفردي والجمعي وليست المحاسبة والمراجعة مقصورة على القضية الفردية في نواح العبادة فقط، بل قد تكون المسألة الفكرية والثقافية ومراجعة المواقف من أوضح المصاديق لقضية النقد التي وعت إليها الشريعة لأهميتها على الصعيد الاجتماعي - خصوصاً إذا تنبهنا إلى حقيقة مهمة وهي أن الدين الإسلام في خطاباته اجتماعي أكثر مما هو فردي ونستطيع تلمس ذلك من خلال استقرائنا لجزئيات كثيرة هي في حقيقتها خطاب جماعي للجماعة بما هم مجتمعين - سواء كان النقد للذات أو نقداً للآخر كما يشير إلى ذلك كلام الإمام علي (رضي الله عنه )
(ليكن آثر الناس عليك من أهدى إليك عيبك وأعانك على نفسك)
لأن أفضل الناس رأيا من لا يستغني عن رأي مشير كما هو حال بعض النصوص التي تشير إلى هذا المعنى.
لأن ثقافة النقد أصبحت حقيقة شائعة وباتت شعاراً من الشعارات المعاصرة التي تقاس بها الشعوب والجماعات من حيث مدى التزامها بالعملية النقدية وقبول الآخر، ويستطيع الدارس أن يرصد عدة بحوث ودراسات تحمل عنوان هذه المفردة حتى على الصعيد الإسلامي - سواء في الفكر أو الثقافة أو السلوك الحركي وحتى على صعيد الفهم الخاطئ لبعض المفاهيم أو تأصيلها خصوصاً المتحركة في الوسط الاجتماعي.
ومما يجدر الإشارة إليه انه قد يجد الدارس بعضاً من الفهم الضبابي المشوش حتى لمفهوم النقد وحدوده وخطوطه الحمراء، فقد نجد بعض النقد تطاول إلى المفاهيم الإسلامية الثابتة - وان كنا لا نعتقد بصحته - تمشياً مع الحالة العامة السارية في الغرب أو بغية الوصول إلى أغراض وأهداف غامضة عند البعض ممن يتسمون بالمنهج النقدي التفريطي(17).
3 - أثر النقد في دفع المسيرة التوعوية وغرس مفاهيم وعناصر الرشد الفكري في الأمة، فالوعي هدف تنشده الثقافة الإسلامية، وقد رصد القرآن مجموعة من الآيات تحدثت بنوع من التركيز على مسألة الوعي الإسلامي ودوره في العملية الحضارية للمشروع الإسلامي، بل تكاد تكون من المطالب والمفاهيم الثابتة للقرآن ففي قوله تعالى : (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاّ الْعَالِمُونَ)(18).
نجد الحث على ضرورة تحصيل الوعي، وان الفرد المتصف بهذه الصفة هو من يستطيع ان يصل إلى الحقيقة ويغوص في أعماق الأمثال ولا يكتفي بالقشور.
ونجد القرآن يجعل أحد أهداف نزوله بلسان عربي لأجل تحصيل الوعي كما في قوله تعالى :
(إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(19).
وفي مواضع عديدة يذم القرآن أولئك الراغبين في العيش بعيداً عن مثل هذا المفهوم القرآني ويقبلون بحالة الجهل والتخلف التي صنعها المستعمرون وعكفوا على غرس الثقافة الجاهزة التي يصدرونها عبر الإمبراطوريات الإعلامية وعبر الوسائل المختلفة التي غزت عالمنا الإسلامي وبثت ثقافة التخلف والانكفاء إلى الوراء، فنجد القرآن يقول (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)(20) ونجد القرآن يدفع المسلم لتحصيل مفهوم الوعي وتحقيقه في ذاته (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا... )(21).
ولذا فمن الواجب على كل مسلم ان ينشر الوعي الإسلامي العقائدي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والشرائعي والتربوي والاستقلالي في كل البلاد الإسلامية بواسطة الإذاعات والصحف والمجلات والنوادي والكتب والمؤتمرات وغيرها(22).
والمجتمع الواعي يكون محصناً من الاختراق الثقافي والاستلاب الحضاري ومن كل عمليات المسخ الموجه للشخصية المسلمة، مضافاً إلى ذلك أن المجتمع الواعي قادر على التفاعل مع العصر ومن هذا القبيل تأتي أهمية الحث على التفكر في الإسلام كما ورد في المرويات، فقد ورد عن الإمام علي رضي الله عنه
(الفكر جلاء العقول) و (من طالت فكرته حسنت بصيرته)(23)
وهذا فهم عميق للمفاهيم الإسلامية وأثرها على صعيد الفرد والجماعة من حيث الممانعة ثم التأسيس لمفاهيم صحيحة فاعلة في عملية البناء الحضاري عن طريق المشروع الإسلامي الكبير
ضوابط النقد البناء
لاشك أن ممارسة النقد بعد كل ما ذكر من مقدمات مسألة تحريضية مهمة خصوصاً فيما يرتبط بالمسألة الثقافية وما يمس الواقع الاجتماعي غير أن الأهم من ذلك ان تكون هذه الممارسة بطريقة تساهم في تصحيح المسار الحركي للمجتمع وهذا يحتاج إلى مزيد من الاتقان في العملية النقدية، وهذا خلافاً لما قد يقوم به البعض حين يمارس النقد على الآخر، فإن ذلك إما:
- لمجرد الممارسة النظرية لهذه العملية المهمة والخطيرة في آن، فيكون من قبيل النقد للنقد فقط فهو الوسيلة والغاية، كمن يمارس الاختلاف مع الآخر لمجرد الاختلاف.
- أو يكون الغرض إفشاء سلبيات ونقائص الآخر لأنه يختلف في الرؤية والموقف ويخلق رأياً أو تموجاً آخر.
وهذا ما تعاني منه ساحتنا الإسلامية - في بعض نقدها للآخر - حيث غرض الاسقاط والتشهير، بينما ينبغي أن يكون الهدف هو إصلاح الخلل والبناء، ولا ينبغي خروج النقد عن ذلك لما له من أهمية، ولأنه من أبرز مصاديق الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر التي هي من أهم التكاليف الشرعية الموجبة على المكلف - وان كانت وجوباً كفائياً - كما يقول القرآن الكريم :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ)(24).
ومن هنا يأتي حكم الفقهاء بوجوب الأمر بالمعروف: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما واجبان عقلاً ونقلاً على الكفاية(25).
وكما يقول الإمام الشيرازي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات الكفائية(26) وبذلك استحقت الأمة الأفضلية ونالت قصب السبق والشهود على الأمم الأخرى كما يقول القرآن :
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) (27). (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ... )(28).
وينبغي أن تكون ممارستنا جميعاً بغرض تعميق الخصوصية الإسلامية في الواقع الاجتماعي وهذا يتطلب وجود ضوابط ومعايير للنقد البناء.
النقد والمعرفة
نحن كثيراً ما نطرق قضية بخصوصها بالنقد ونسهب في ذلك، وقد يصل الحديث أحياناً إلى الهجوم العنيف - وغير الموضوعي أيضاً - على فكر معين أو شخصية معينة أو جهة بخصوصها ونستل كل أسلحتنا الكلامية والثقافية والإعلامية ونبذل الجهود والأوقات ونشن عمليات الهجوم على مختلف التوجهات في سبيل تحقيق الأغراض.
والحال ان هذه العملية برمتها ليست في موقعها ومسارها الحقيقي وسنحتاج إلى وقت وجهد مضاعفين لرفع الالتباس وتصحيح الفهم والمقصود، وهذا يرجع إلى جهلنا بالموضوع وعدم قدرتنا على القراءة المتأنية للفكر أو الموقف، مع أنه ينبغي أن يكون في سلم أولوياتنا عند الدخول في هذه المسألة ان تكون لدينا حصيلة كاملة عن الموضوع المراد وضعه تحت المجهر أو الفكرة التي يراد تشريحها بمشرح النقد وهذا ما يمكن فهمه من النصوص الشرعية كما ورد في كلام أهل البيت (عليهم السلام ) (في كل حركة أنت محتاج فيها إلى معرفة) وهذا يتطلب جهداً كبيراً يستلزم:
- التمتع بلياقة القدرة على فهم الآخر.
- والقدرة على تقليب الأمور والأفكار خصوصاً.
- والقدرة على خلق الاحتمالات التي يمكن أن يقصدها هذا الرأي أو ذاك الموقف.
- والقدرة على توجيه كلام الآخر توجيهاً حسناً كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام ) (احمل فعل أخيك على أحسنه) أو ( احمل أخاك على سبعين محملاً ) وغيرها من الكلمات الواردة في سبيل الكشف عن ضرورة التمتع بهذا الكيف النفساني عند الممارسة النقدية خصوصاً ضد الآخر
الموضوعية والانصاف
وحتى نستفيد من عملية المراجعة ونقطف ثمارها لابد من التمتع بروح الموضوعية والانصاف أثناء ممارسة هذا الدور - سواء على الذات أو الآخر -
الموضوعية من حيث دراسة القضية أو الفكرة والموقف من مختلف الجوانب مع مراعاة الظروف المكانية والزمانية المحيطة، وهذا يحتاج إلى شخصية تتصف.
- بالتجرد عن المسلمات والمواقف المسبقة التي قد تؤثر في القيام بدور الناقد، وهذه مشكلة نعاني منها كثيراً بحيث تكون مسبقاتنا الفكرية دليلنا إلى الحكم على أية جهة أو فكرة تصدر من اتجاه معين.
- القدرة على إنصاف الآخر عند الحاجة، وهذا حق ينبغي ضمانه للجميع دون النظر إلى الجهة التي تحمل هذه القناعة أو ذاك الموقف من الأحداث.
- تحمل المسؤولية المترتبة على أخذ النتائج، فقد لا تكون النتائج ضد الجهة التي يمارس عليها النقد، وإنما ضد الفكر الناقد ولا يجوز ان نحمل فكرة قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم، وهذا فصل بين النظرية والتطبيق ونوع من الإزدواجية والكيل بمكيالين في التعامل مع الواقع.
والموضوعية والانصاف طريقة القرآن في حواراته ونقده للآخر، فقد تحدث القرآن عن الكثير من الآراء والأفكار غير المتماشية مع نظرة القرآن، والبون الشاسع بين نظرة السماء وبين نظريات الأرض لكن الموضوعية القرآنية اقتضت استعراض الأفكار وذكر الأسباب المؤدية إلى ذلك.
فقد ذكر القرآن قصة إبليس كاملة في عدة مواضع، وعن رفضه الخضوع للأمر الإلهي كما في قوله تعالى :
(فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)(29).
وكذلك مع الكفار الواقفين في وجه دعوات الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام ) كما في قوله تعالى :
(فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ... )(30).
وقوله تعالى (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)(31)
وغيرها من الآيات التي تكلمت بموضوعية عن قناعة الكفار تجاه الدين.
النقد الإيجابي
جوهر النقد ينبغي أن ينصب على توظيف هذه المسألة في خدمة المشروع الثقافي الإسلامي وهذا يعني أن العلاقة بين النقد من جهة وبين المسألة الثقافية من جهة أخرى هي علاقة تكاملية طولية وليست عرضية.
وقد مارس القرآن والأنبياء (ع) وظيفة الناقد الحقيقي المخلص لأجل تصحيح ممارسات البشر غير المتوافقة مع الواقع القرآني بصورة صحيحة سواء كانت هي ممارسات الكفار والمشركين أو ممارسات البعض من المسلمين ففي قوله تعالى على لسان نبيّه إبراهيم (عليه الصلاة والسلام ) (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)(32) حيث ينتقد إبراهيم (عليه السلام ) قومه على عبادتهم الأصنام من دون الله تعالى ولكن بطريقة إيجابية تهدف إلى تصحيح مسار عبادتهم وكذلك في قوله تعالى يخاطب المسلمين في بعض ممارساتهم الخاطئة مع النبي (صلى الله عليه وسلم ) :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بـــِالْقَوْلِ كَجَهْــــرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكـــمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ... )(33).
أو في علاقاتهم مع بعضهم البعض :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ... )(34).
وعند القيام بعملية استقصاء لجميع صور النقد في القرآن لن تستطيع إحصاء الموقف السلبي في عملية النقد للإنسان، وحتى في سيرة الأنبياء (ع) نستطيع القول - ونجزم على ذلك - انهم مارسوا ذلك في أحسن صوره وأكملها، بل نجد القرآن يدفع المسلمين للتخلي عن كل ما من شأنه ان يلصق بالدين وهو ليس من الدين، فقد نهى القرآن عن سب الكفار أثناء الحوار :
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ... )(35).
أولاً: لأن هذا العمل يؤدي إلى عمل مضاد يتخالف معه في الاتجاه وقد يكون في المقدار أيضاً.
وثانياً: ولن يحقق الغرض من الحوار.
وثالثاً :وهو حالة غير حضارية في التعاطي مع الآخر.
ومن هنا نجد أيضاً توجيهات أهل البيت (عليهم السلام ) تصب في خانة التركيز على الجوهر الحقيقي للنقد، والابتعاد عن كل عملية تشوب الحوار بالسلب.
فمنعوا السب والتراشق لمعرفتهم بالآثار الجانبية الخطيرة لانتشار هذه الطريقة من التحاور.
النقد وتحرك الفكر الآخر
عند قراءتنا للتاريخ الإسلامي- المتمثل في سيرة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام ) وصحابته الطاهرين - وكيف استطاع استيعاب الجميع على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم نجد أمامنا حقيقة مهمة وهي أن الإسلام كان يعطي مجالاً يتحرك فيه الرأي الآخر ويعرض قناعاته وأفكاره.
فقد استطاع الإسلام ان يستوعب الأديان الأخرى - اليهودية والمسيحية - بعد ذلك سواء اتفقت معه أو اختلفت.
وفي قراءة سريعة للقرآن نجد قوله تعالى (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) فقد فسح الرسول (صلى الله عليه وسلم ) المجال لأصحاب الديانات الأخرى بعرض أفكارهم دون اسقاطهم أو رشقهم بالتهم.
وفي سيرة علمائنا ما يوحي بذلك أيضاً.
ففي عبارات الشيخ الأنصاري أثناء ممارسته النقد للرأي المختلف معه علمياً نجد مراعاة شديدة للأدب العلمي الرصين، ولو نظرنا في عباراته ومحاوراته الأصولية والفقهية لوجدنا أن محاوراته تحمل بين ثناياها الأدب الرفيع في عرضه - أي الطرف الآخر - وتوجيهه.
وكذلك في عبارات السيد البروجردي عندما يريد أن يناقش أحد العلماء يقول أنا لا أدري مقصود الشيخ الأنصاري والشيخ الطوسي هكذا أو لعله أنا غير ملتفت ففي البداية يعظّم المقابل ويعطيه حجمه ثم يبدأ بالرد بشكل مؤدب فترى رأي السيد البروجردي هو الصحيح ولكن دون أن يقلل في نظرنا علمائنا السابقين(36).
وبهذا البرلمان يكون الطفل لديه القدرة على النقد البناء فما هو تعريف النقد الذي ينبغي أن يتعلمه الطفل
تعريف النقد‏
لغة يطلق على معنيين‏
أ-‏ المعنى الأول : ‏
بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في شيء من الأشياء بعد فحصه ودراسته أو تمييز الجيد من الرديء، ‏والحسن من القبيح، وهذا الذي يمكن أن نسميه النقد البناء. ويمكن تعريفه بأنه: بيان الأخطاء ومحاولة ‏تقويمها.‏
‏ب- المعنى الثاني:‏
العيب والتجريح، وهذا هو الذي يمكن أن نسميه النقد غير البناء، أو النقد المذموم.‏
أما في الأدب معنى النقد‏‎ : ‎
دراسة‎ ‎النصوص الأدبية في الأدب ، وذلك بالكشف عما في هذه النصوص ‏من جوانب الجمال فنتبعها‎ ‎، وما قد يوجد من عيوب فنتجنب الوقوع فيها
‏ حكم النقد :‏
أما النقد البناء فهو مشروع ويأخذ مشروعيته من أنه لا يخلو من أمور ثلاثة: فهو إما أن يكون نصيحة: ‏
والنصيحة مأمور بها، وقد ورد الحث على إبدائها في أكثر من حديث كما ورد (( عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏قَالَ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ )) . ‏
و يكون النقد أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر: ‏
وتعلمون أيضاً الآيات والأحاديث الواردة في ذلك مثل قول الله تعالى:
((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ‏تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ ‏الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)) (سورة آل عمران 110).‏
وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ‏وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ )) .‏
وقد يكون النقد داخلاً في محاسبة النفس: ‏
وهذا نوع من أنواع النقد وهو ما يسمى بالنقد الذاتي ومحاسبة النفس، في مثل قول الله تعالى :
(( يَا ‏أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ )) (سورة الحشر: 18) .‏
وعن شداد بن أوس قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد ‏الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله )) . ومعنى دان نفسه : أي حاسبها .‏
وعن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أنه قال: ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل ‏أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ ‏تعرضون لا تخفى منكم خافية)). ‏
النقد الإلكتروني :‏
وأيضاً في عالم التكنولوجيا استطعنا أن نجد مفهوم أخر وجميل للنقد وهو حقيقة لا يبعد عما ذكرناه آنفاً ‏ولكنه وضع بصمته الجميلة في المجتمع وأفاد كثيراً وأضاف نوع من التجديد لمفهوم النقد وصار وسيلة ‏متاحة للكثير ألا وهو النقد الإلكتروني . فما هو‎ ‎النقد الإلكتروني ..؟؟
النقد الإلكتروني هو إبداء الرأي بمساعدة صفحات المنتدى الحالية‎ ‎حيث أن منتدى قلب رأس الخيمة له ‏الكثير من المميزات التي يساعدنا فيها الطاقم الفني للمنتدى‎ ‎لإبداء أرائنا بحرية أكبر و صراحة أوضح دون ‏أي إحراج للناقد أو للمنقود .. و هو‎ ‎طريقة مستخدمه في بعض المنتديات الأخرى بصفة شائعة‎ ..‎
‎ والنقد‎ ‎الإلكتروني يمكن أن ينقسم إلى ‎ :‎
‎ ‏1- الحوار والنقاش‏
‏2- الاستبيان ‏
‏3- تقييم الموضوع‏
‏4- تقييم الأعضاء‏
‎ فالاستبيان هي طريقة لجذب الآراء بطريقه أكثر وضوحاً و تستعملها معظم المواقع الإخبارية في تجميع ‏الآراء حول‏‎ ‎موضوع معين‎ ...‎ باستطاعة الكاتب هنا أن يجتذب‏‎ ‎النقاد من حوله لإبداء أرائهم السريع في‏‎ ‎قضية ما‎ ‎أو شيئا‏‎ ‎ما‎ ... ‎
‎ما أهمية النقد الالكتروني ‎ ‎؟
إن النقد و التقييمات ترفع من شأن المنتدى أمام المنتديات الأخرى حيث إن هناك بعض من المواقع ‏البحثية التي تقسم المنتديات على حسب التقييمات الموجودة فيها و كيفية التفاعل بين الأعضاء و ‏الكاتب كما إن تقييم الموضوع يرفع من الموضوع إلي المنتديات الفرعية و يجعلها تستحق أن تضع في ‏المميزة مما يجعلها لها ميزه أخرى عن بقية الموضوعات‏‎ ‎‏ .‏
كذلك النقد كغيره من العلوم فيه الطيب و فيه الخبيث و إن‎ ‎خوفنا من كلمة النقد لهو خوف بلا مبرر ‏لان هذا الخوف يدل على قلة سعة صدرنا للنقد‎ ‎أو عدم تقبل أراء الآخرين .. و إن النقد الطيب‎ ‎يرفع‎ ‎أمم الأدب عاليا .. و النقد الخبيث و المنافق و السيئ ينزل مستوى الشعر أو الأدب‎ ‎إلي ما تحت الصفر ‏‏.. و لأننا في الانترنت لابد أن نستخدم النقد الالكتروني بجانب‏‎ ‎النقد الأدبي و هو ينقسم إلى استبيان ‏والحوار والنقاش وطرح الحلول و تقييم مشاركة العضو و تقييم الموضوع و هو‎ ‎يرفع من منتدانا إلى ‏القمة بالتعاون و المشاركة و لكنه لا يغني عن النقد الأدبي‏‎ ‎شيئا إنما هو أداة مساعده له‏‎
إدعم نجاحك بالمشاركة الوجدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

البرلمان الصغير :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

البرلمان الصغير

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تعريف البرلمان الصغير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية :: موضوعات تربوية-
انتقل الى: