منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية
منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية
منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية

رئيس مجلس الإدارة أ / إسراء ياسين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
جريدة ندى ترحب بكم ويسرها نشر إعلاناتكم بالملحق الإعلاني بأسعار رمزية
احرص على اقتناء جريدتك نــــــدى الشاملة ( سياسية - اجتماعية - ثقافية - رياضية - الأسرة والطفل - التعليم - الدين - الحوادث )
احجز مساحة لنشر تهنئتك الخاصة بسعر لا يقارن ولن تجد له مثيل .
الأستاذة / إسراء ياسين رئيس مجلس الإدارة ترحب بزوار المنتدى .

 

 شبكات التجسس (الإسرائيلية) على الدول العربية..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
c_ahmed250
Admin
Admin
avatar


تاريخ التسجيل : 13/07/2011

شبكات التجسس (الإسرائيلية) على الدول العربية.. Empty
07032012
مُساهمةشبكات التجسس (الإسرائيلية) على الدول العربية..

شبكات التجسس (الإسرائيلية) على الدول العربية..

الدوافع والأهداف

عمان – أسعد العزوني - صحافي عربي يقيم في الأردن

لا تنقضي مرحلة إلا ويتم الكشف فيها عن خلية تجسس (إسرائيلية) على إحدى الدول العربية، ومن ضمنها مصر التي عقدت (معاهدات سلام) مع (إسرائيل) التي حولت سفاراتها فى مصر إلى أوكار للتجسس على الدولة ذاتها، وإلى محطات انطلاق للدول المجاورة، حتى أن أمريكا نفسها لم تسلم من التجسس (الإسرائيلي) عليها.

كشفت الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات الأخيرة عن شبكات تجسس (إسرائيلية) متعددة في أنحاء مختلفة من العالم، بدأت بالعواصم العربية، مروراً ببعض الدول الأوروبية، وانتهاء بالولايات المتحدة، كان آخرها الشبكة التي اكتشفتها الأجهزة الأمنية اللبنانية منذ فتره ويترأسها ضابط أمن لبناني كبير.

فقد مرت الجاسوسية (الإسرائيلية) بمختلف بقاع العالم، بما فيها الدول الصديقة والحليفة، وتلك التي تربطها بـ(إسرائيل) علاقة وجودية بكل ما للكلمة من معنى.. فما هي أبرز شبكات التجسس التي كشفت النقاب عنها، وما أهداف (إسرائيل) منها، وأين تقع تلك الشبكات في الخارطة الأمنية (الإسرائيلية) في الداخل والخارج.

اجتهدت المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) ممثلة بجهاز (الموساد) في تفعيل خلايا التجسس من خلال تجنيد العملاء والجواسيس لها في مختلف البلدان، وفيما يلي أهم شبكات التجسس التي كشف النقاب عنها:

1 - شكلت مصر الهدف المفضل للمخابرات (الإسرائيلية) للعمل في صفوف مواطنيها، بالرغم من (معاهدة كامب ديفيد) التي تمر عليها هذه الأيام ثلاثون عاماً، وقد وصل عدد جواسيس (الموساد)، الذين تم تجنيدهم والدفع بهم إلى مصر نحو 70 جاسوساً، 75% مصريون، و25% (إسرائيليون)، وقد زخرت ملفات محاكم امن الدولة المصرية بعشرات من قضايا التجسس لصالح المخابرات (الإسرائيلية) من أهمها:

- شبكة التجسس الشهيرة التي أعلن ضبطها عام 1985 المكونة من 9أفراد، وتم تجنيدهم ضمن أحد الأفواج السياحية.

- القبض على شبكة تجسس أخرى عام 1986 ضمت عدداً من العاملين بالمركز الأكاديمي (الإسرائيلي) في القاهرة، إلى جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة، أواخر عام 1986، تم ضبط أربعة جواسيس في منطقة شرم الشيخ الساحلية.

- عام 1987 تم ضبط شبكة تجسس من السياح (الإسرائيليين) أثناء زيارتهم لشرم الشيخ.

- عام 1990 إلقاء القبض على جاسوس مصري لاشتراكه مع ضابط مخابرات (إسرائيلي) في تحريض فتاة مصرية على التخابر، إلا أنها رفضت، وأبلغت أجهزة الأمن.

- عام 1991 تم القبض على جاسوسين في عمليتين منفصلتين.

- عام 1992 سقوط شبكة عائلة مصراتي، المكونة من 4 جواسيس.

- أواخر عام 1996 إلقاء القبض على الجاسوس عزام عزام وشريكه المصري، وقد نجحت تل أبيب في الإفراج عنه بعد ضغوط سياسية مورست على القاهرة.

- منتصف عام 1997 الكشف عن جاسوس خلال ارتدائه زي الغوص حيث كانت مهمته التنقل عائماً بين مصر و(إسرائيل).

- عام 2000 كشف عن جاسوس مصري تم تجنيده لصالح (الموساد) في ألمانيا.

2 - في الأردن تم الكشف خلال عام 1997 عن عملاء (الموساد) الذين حاولوا اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، حيث أطلق سراحهم مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة في سجون الاحتلال.

3 - في لبنان كشف النقاب خلال السنوات الأخيرة عن مجموعة من شبكات التجسس التي عملت لصالح (الموساد) وأنيط بها بعض المهمات الأمنية والاستخبارية وقبل أيام تم الكشف عن مجموعة جديدة.

4 - الجاسوس (الإسرائيلي) الشهير (إيلي كوهين) في سوريا الذي أعدمته الدولة وما زالت (إسرائيل) تطالب بجثته حتى اليوم.

5 - العراق الزاخر بشبكات التجسس (الإسرائيلية)، وعلى المكشوف بعد الاحتلال الأمريكي.

6 - كشف النقاب مؤخراً في إيران عن مجموعة من يهودها المرتبطين بـ(الموساد).

ما كشف النقاب عنه من شبكات التجسس (الإسرائيلي)، كشف معه سلسلة من الأهداف الخفية والمعلنة، ومن حق المرء أن "يتفهم" بعض الأهداف، لكن أهدافاً أخرى من حقه أن يبدي استغرابه لوضعها على أجندة (الموساد الإسرائيلي)، ومنها:

1 - جمع المعلومات الأمنية والاستخباراتية عن دول بعينها، لاسيما المواقع العسكرية والمحطات الأمنية التي تعتقد (إسرائيل) أنها قد تشكل خطراً عليها مستقبلاً في أي مواجهة عسكرية حيث تم ضبط عدد من الجواسيس خلال قيامهم بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة.

2 - تدريب جواسيس (الموساد) على أحدث الأجهزة الإلكترونية، وتحديدهم للأماكن والمخابئ السرية والشقق البديلة التي يستخدمها زعماء المقاومة، لاسيما في لبنان، حيث كشفت حرب تموز الأخيرة ضد "حزب الله"، أن عملاء (إسرائيل) وضعوا علامات إلكترومغناطيسية وفوسفورية على الأماكن التي يجب أن يستهدفها القصف، إضافة لزرع أجهزة التنصت في أماكن متعددة من الضاحية الجنوبية، وإمداد (إسرائيل) بكافة المعلومات حول الأنفاق والمواقع التابعة للمقاومة.

3 - النيل من رموز المقاومة والممانعة في الدول العربية، لا سيما لبنان وسوريا والعراق وقد نفذت (إسرائيل) سلسلة من هذه الاغتيالات، بدأت بخليل الوزير وعباس الموسوي، فتحي الشقاقي، عز الدين الشيخ خليل، وجملة من الرموز العراقية المناوئة للاحتلال الأمريكي.

4 - إمداد أجهزة الأمن (الإسرائيلية) بالمعلومات الاقتصادية وأهم المشروعات الاستثمارية، ومنها ما هو سياحي وزراعي، وحركة البورصة وتداول الأوراق المالية.

وأفادت تقارير الأمن المصرية بأن 86% من جرائم التهريب وتزوير العملات ارتكبها (إسرائيليون)، كما نشرت تقارير اقتصادية عن اكتشاف معلبات اللحوم الحمراء (الإسرائيلية) تم ضخها بكميات كبيرة في الأسواق العراقية وبأسعار منخفضة وهي إما تحمل فيروسات "جنون البقر" أو منتهية الصلاحية، أو تحتوي على مواد سامة، يؤدي تناولها للإصابة بأمراض العقم، والكوليرا، والتيفوئيد، والتسمم المعوي.

5 - القيام بعمليات تخريب اجتماعي وأخلاقي، بهدف التخريب، لاسيما على صعيد نشر كميات هائلة من المخدرات بمختلف أنواعها، ورعاية شبكات الدعارة الدولية، وتجارة الرقيق الأبيض.

حيث تشير تلك التقارير إلى أن أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها (إسرائيليون) خلال 10 سنوات بلغت 4457 قضية في مصر لوحدها، مما يدل على ذلك اعتراف مصدر (إسرائيلي) بأن مصر يدخلها 500 طن مخدرات سنوياً عن طريق بلاده!

شكل التجسس (لإسرائيل) وما زال، سياسة ثابتة تجاه الدول العربية، ذلك أن المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) تعتقد أن التجسس سيبقى عنواناً أساسياً لسياستها الخارجية، انطلاقاً من محددات عدة لا يمكن أن تختفي بين يوم وآخر، وهي:

1 - على الصعيد العسكري وفي ضوء تزايد احتمالات الصراع المسلح بين (إسرائيل) والأطراف العربية المجاورة لها، لاسيما لبنان وسوريا وإيران، وتلويحها بشن حرب إقليمية خلال الصيف أو الخريف المقبلين على أكثر تقدير.

2 - الفتور الذي أصاب علاقة (إسرائيل) بالدولتين المجاورتين لها، مصر والأردن، لاسيما تخوف مصر وتحفظها الشديد من التهديدات العسكرية وتلويح بعض قيادات الدولة العبرية بتوجيه تهديدات مباشرة باستهدافهما عسكرياً لا سيما مصر.

3 - النظرة الاستراتيجية (الإسرائيلية) المستقبلية للعراق، ورغبتها في أن تكون لها "حصة" في كعكة تقسيم العراق بين الطوائف والعرقيات والأديان.

4 - وقد تبين لاحقاً أنه من بين 870 وثيقة للمخابرات الأميركية حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة وأماكن وجودها، وهي الوثائق التي كانت المبرر الرئيس للحرب، كان 810 وثائق تم الحصول عليها من (إسرائيل) ورجال (الموساد)!

5 - رغبة (إسرائيل) في أن تكون على متابعة مكثفة وحثيثة دائمة لما يدور حولها، لا سيما وأنها تدرك جيداً أن المحيط العربي معاد لهان وأن أنظمة الحكم التي تبدو محايدة لها – في أسوأ الأحوال – وحامية لحدودها – في أحسنها – قد لا تدوم طويلاً.

ما تم الكشف عنه النقاب خلال الأيام الأخيرة في لبنان، حول خلية التجسس (الإسرائيلية)، يعيد إلى الأذهان الحديث الذي يتبادر بين الحين والآخر حول شبكات التجسس (الإسرائيلية) المتعددة في أنحاء مختلفة من العالم، بدأت بالعواصم العربية، مروراً ببعض الدول الأوروبية، وانتهاء بالولايات المتحدة.

لكن لعل ما يميز شبكة التجسس اللبنانية ان من قادها عميد متقاعد في الجيش اللبناني، استطاع أن "يهرب" أرشيفاً استخبارياً "ثقيل العيار" لأجهزة الأمن اللبنانية إلى (إسرائيل)، وما زالت التحقيقات مستمرة، وقد تكشف عن مفاجآت جديدة، لها علاقة بالتأكيد باستهداف المقاومة والدولة اللبنانية على حد سواء.

ويتوافق ذلك مع ما سربته بعض المصادر الصحفية مؤخراً حول إنشاء (إسرائيل) منذ عام تقريباً وبتخطيط من (الموساد)، معسكرات داخل فلسطين لتدريب عناصر من بلدان عربية تدريباً عسكرياً وجاسوسياً، للتحضير للقيام بعمليات محتملة ضد المصالح الأجنبية داخل البلدان العربية، التي ترى فيها (الدولة العبرية) خطراً على مصالحها الاستراتيجية، وأن تلك المعسكرات تضم مجندين من الجزائر والمغرب واليمن، دخلوا فلسطين بجوازات سفر مزورة عبر طائرات "إل عال" القادمة من أوروبا.

لم تكتفي (إسرائيل) بالتجسس على العالم بشكل عام والدول العربية والإسلامية بشكل خاص من الأرض. بل تعدى ذلك إلى الفضاء.. فـ(إسرائيل) بدأت التفكير في إطلاق أقمار التجسس والتي تسمى "أفق" منذ عام 1982.. وفي عام 1988 أطلقت (إسرائيل) أول أقمار التجسس "أفق1" وبعد انتهاء عمر القمر "افق 1" قامت (إسرائيل) بإطلاق القمر الصناعي "أفق 2" وذلك عام 1990 ولكن هذا القمر احترق في الفضاء بعد 3 أشهر من وضعه في مداره.. وبقيت (إسرائيل) من دون أقمار تجسس خاصة بها حتى عام 1995 وكانت في تلك الفترة تعتمد على الأقمار الأمريكية، وفي عام 1995 أطلقت (إسرائيل) قمرها الثالث "أفق 3" وكان يحتوي على تكنولوجيا جديدة.. وفي عام 1998 حاولت (إسرائيل) إطلاق القمر "أفق 4" إلا أن محاولتها باءت بالفشل وفي عام 2002 أطلقت (اسرائيل) القمر "أفق 5" والذي ما زال يعمل حتى الآن ويمسح أراضينا ليلاً نهاراً فهو يحتوي على كاميرات تقوم بالتصوير الدقيق للأرض، ويحتوي أيضاً على أجهزة تنصت على الاتصالات السلكية واللاسلكية كما أنه يعتبر جهاز إنذار مبكر للصواريخ ووقت انطلاقها.

وفي عام 204 حاولت (إسرائيل) إطلاق القمر "أفق 6" إلا انها فشلت في إطلاقه واعتبر هذا الفشل ضربة للفضاء الإسرائيلي.

وهناك قمر لا يتبع لسلسلة أقمار "أفق" وهو القمر "إيروس" والذي أطلق عام 2000 والذي تمتلكه شركة "إيمج سات" والتي ساهمت فيها بنسبة كبيرة مؤسسة الصناعات الجوية (الإسرائيلية) وشركة (البيت للأنظمة الإلكترونية الإسرائيلية).

وأطلقت (إسرائيل) أيضاً القمر الجديد Eros b في 25/4/2006 وهذا القمر يدور على ارتفاع 500 كم وهو يكمل 15.1 دورة في اليوم، والدورة الواحدة له حول الأرض تستغرق 94.8 دقيقة، وهذا القمر يستطيع مسح وتصوير الكرة الأرضية كاملة تقريباً لأن معدل ميل القمر هو 97 درجة، وهذا النوع من المدارات للأقمار الصناعية يسمى المدار القطبي.. أي أنه يمشي من القطب إلى القطب.. وهذا المدار يعطيه حرية أكبر في التصوير بعكس القمر "أفق 5" الذي كان مداره 143، أي أنه لا يستطيع تصوير (أو تصوير لكن بصور غير دقيقة) شمال أوروبا وشمال روسيا.... أو استراليا ونيوزلندا..

أقمار التجسس (الإسرائيلية)

لـ(إسرائيل) الآن ثلاثة أقمار للتجسس هي: "افق 5" و"إيروس" و"Eros b" وسنذكر هنا بعض التفاصيل عن كل قمر.

"أفق 5":

سنة الإطلاق: 2002

زاوية الميل: 455، 143

عدد الدورات في اليوم: 15.28

مدة الدورة: 94.18 دقيقة

"إيروس":

سنة الإطلاق: 2000

زاوية الميل: 97.4

عدد الدورات في اليوم: 15.24

مدة الدورة: 94.48 دقيقة

"Eros b":

سنة الإطلاق: 2006

زاوية الميل: 97

عدد الدورات في اليوم: 15.1

مدة الدورة: 94.8

مواعيد مرور هذه الأقمار من فوق الوطن العربي:

تمر هذه الأقمار من فوق نفس المنطقة أكثر من 3 مرات للقمر "إيروس" وأكثر من 5 مرات للقمر "أفق 5" وأكثر من 3 مرات للقمر Eros b ولا تمر في السماء مباشرة وإنما في الأفق الخاص للمدينة، وكان من الصعب وضع جداول تبين مواعيد مرورها من فوقنا.. فهي تمر من فوقنا عشرات المرات يومياً.

جاء اكتشاف شبكة العميد المتقاعد في الأمن العام اللبناني "أديب العلم" التجسسية لينبه من الخطر (الإسرائيلي) الدائم تجاه لبنان خاصة أن شبكات تجسسية أخرى سيتم الكشف عنها لاحقاً بعد تفكيك شبكات مماثلة في السابق.

فقد أضاء اكتشاف شبكة التجسس (الإسرائيلية) الجديدة على استمرارية الخرق (الإسرائيلي) للسيادة اللبنانية أمنياً، لا سيما أن هذه الشبكة قادت الأجهزة الأمنية اللبنانية وأمن المقاومة في كشف مجموعات أخرى مرتبطة بـ(الموساد) مما أشار برأي كثيرين أكثر من أي وقت مضى إلى ضرورة التنبه للخطر (الإسرائيلي) والتعاون بين الجيش والأجهزة الأمنية والمقاومة برغم الحملات التي يقوم بها البعض في الداخل على المقاومة ويهمل الخطر (الإسرائيلي) كما اكتشفت إحدى هذه الشبكات من شبكة رافع والأخوة الجراح وكثير من العملاء طوال السنوات الماضية.

في تعليقه على التجسس (الإسرائيلي) على الدول العربية أعاد أستاذ العلوم الاستراتيجية ومستشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا اللواء د. زكريا حسين إلى ألأذهان ما يناقشه (مؤتمر هيرتزليا) السنوي من الأخطار والتهديدات التي تهدد (الأمن الاسرائيلي) ويتم مراجعة الخطط (الإسرائيلية) وتحديد حجم ودور القوات المسلحة وأوجه كيفية تسليحها ويشارك فيه نخبة من السياسيين والعلماء والمفكرين وعدد من المراكز البحثية المتخصصة في (الأمن الإسرائيلي) وخاصة ذات الصبغة الإستراتيجية على ضوء هذه المعلومات.

وقد حدد (مؤتمر هيرتزليا) 2001 ثلاث دوائر تهدد (الأمن الإسرائيلي) هي الدائرة الداخلية (حماس والجهاد) والدائرة القريبة (الدول العربية) بما فيها مصر و"حزب الله" والدائرة البعيدة (الباكستان وإيران) بمعنى أن تنفيذ مقررات (مؤتمر هيرتزليا) يتوقف إلى حد كبير على معلومات (الموساد)، بيد أنه حذر من سوء الأوضاع المعيشية في الدول العربية كي لا ينفذ (الموساد) إلى أوساط المجتمعات العربية، وفي معرض حديثه عن عملية تجنيد محمد عصام العطار قال: ليس مستغرباً أن ينجح (الموساد الإسرائيلي) في تجنيد محمد عصام العطار والذي فشل في تجنيده داخل مصر.. بل سعت إليه في تركيا وتابعته في كندا وطبقاً للروايات والمعلومات المتوافرة عن محمد عصام العطار فهو كان طالبا فاشلاً في كلية العلوم جامعة الأزهر وأنه يعاني من الشذوذ الجنسي وبهذه المواصفات لا يمكن من وجهة نظري وتقديري أن يحصل على معلومات ذات قيمة من المصريين المقيمين في هذه الدول خاصة ان قيمة المعلومات تربط المكان ودور المواطن المصري في الخارج، ولا أتصور أن هذا الشخص بقدراته الذهنية والعلمية والسلوكية يمكنه استخلاص معلومات ذات قيمة من كوادر مصرية رفيعة المستوى علمياً واقتصادياً وأقصى ما يمكنه الحصول عليه من معلومات من مصريين وعرب يمتهنون أعمالاً متواضعة لا تمثل أهمية كبيرة مقارنة بالمصادر الأخرى.

قد يكون المستهدف هو تدريبه وتطويعه ليتمكن من الحصول على معلومات أخرى (للموساد) بعد وصوله إلى مصر.

والمطلوب من الجاسوس أن يتميز بالثقافة العالية، والقدرة الواسعة على الاطلاع، وأن يشغل موقعاً هاماً من المواقع المؤثرة على الأمن القومي المصري الشامل سواء في مجال التعليم أو الاقتصاد أو الإعلام، حتى تكون علاقته بهذه الدوائر المحيطة به تمكنه من الحصول على معلومات تمثل أهمية للدولة التي يتجسس لصالحها.

لم تكن قضية الجاسوس محمد عصام غنيم العطار والمتهم بالتخابر مع (إسرائيل) ضد مصر قضية عادية حيث تحمل دلالات وعلامات استفهام كثيرة فـ(إسرائيل) كشفت من خلال هذه القضية أنها تبحث بالفعل عن شباب فقد هويته ووطنيته وتقوم بتجنيده عن طريق المال والنساء للحصول على معلومات وبيانات تضر بمصلحة البلاد.

بدأت القصة في بداية شهر يوليو 2001 عندما كان المتهم محمد عصام العطار يدرس في السنة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر، حيث بدأت عوامل الانقسام في الشخصية تظهر بوادرها لديه وقد اعترف أمام النيابة أنه وصل إلى مرحلة عدم حب الوطن أو الإخلاص له وادعى أن تحوله في هذا التوقيت ناتج عن سخطه تجاه المجتمع والحياة.

وأن السبب الرئيس في ذلك هو حياة اليأس التي عاش فيها بسبب عدم استقرار اسرته وانفصال والده عن والدته منذ طفولته ومن خلال اعترافاته التفصيلية أمام هاني حمودة رئيس نيابة أمن الدولة العليا. حاول المتهم إلقاء المسؤولية على ظروفه الاجتماعية والعائلية وقال: وصلت إلى حالة صعبة أصبحت أكره كل شيء من حولي.. وقررت في هذه الأثناء الهرب من مصر والاتجاه إلى أي دولة أخرى حيث وقع تفكيري على دولة تركيا بسبب سهولة الحصول على تأشيرة سياحية حيث وصلت إلى أنقرة وهناك فكرت في الذهاب إلى السفارة (الإسرائيلية) لعرض خدماتي عليها أو مساعدتي في تدبير فرصة عمل حيث تم استقبالي بطريقة طيبة ومن خلال عدة اختبارات لي تأكدوا أنني على ولاء كامل لهم وخاصة بعد إبلاغهم بنيتي ترك ديانة الإسلام واعتناق المسيحية.

بعد أسابيع قليلة اطمأنت المخابرات (الإسرائيلية) في أنقرة إلى نية محمد العطار وكتبت تقارير إلى رؤسائها في تل أبيب إلى أنه صيد ثمين وأنه يمكن تجنيده في أكثر من دولة أوروبية للحصول على معلومات عن المصريين والعرب المقيمين في هذه الدولة.

بعد الحصول على الموافقات بدأت بالفعل أولى خطوات تجنيد الجاسوس محمد عصام العطار وكانت نقطة البداية هي أنقرة خلال مقهى يجتمع فيه المصريون والعرب باسم "مقهى مصر" ويقع بالقرب من السفارة المصرية بأنقرة، ومن خلال هذا المقهى وبسبب إجادة محمد العطار اللغة العربية استطاع استقطاب العديد من المصريين والعرب وعمل صداقات قوية معهم وخلال 6 أشهر تمكن الجاسوس محمد العطار من تقديم تقارير عن الحياة اليومية لهؤلاء المصريين تتحدث عن طريق معيشتهم وأسلوب عملهم وعدد أولادهم بالإضافة إلى ان التقارير تضمنت أيضاً العوامل النفسية وحب المال والنساء لكل منهم بالإضافة إلى معرفة أماكن إقامتهم في القاهرة وأقاربهم وذويهم حيث كان الجاسوس محمد العطار يسجل جميع الملاحظات الدقيقة عن كل شخصية مصرية أو عربية وكأنه يكتب حياة لكل منهم وكان دوره ينتهي فقط عند كتابة هذه التقارير وتسليمها إلى ضابط (الموساد) (دانيال ليفي) وشهرته (غيفي) والذي كان يتولى مهمة تدريبه ومراقبته في تركيا، أما أهمية هذه التقارير فكانت المخابرات (الإسرائيلية) عن طريق هذا الضابط تقوم من جانبها بتشكيل فريق عمل منفصل يتولى دراسة المعلومات والبيانات الموجودة في هذه التقارير دراسة وافية ودقيقة ثم يتم انتقاء العناصر الملائمة التي تحصل على درجات كبيرة تتيح للمخابرات سهولة تجنيدها وكانت الشروط والمواصفات المطلوبة ان يكون العنصر الذي يقع عليه الاختيار يتمتع بحب جارف للنساء والمال كشرط أساسي بالإضافة إلى ميوله المتضاربة نحو الإسلام أو المصريين والعرب من الأقباط والحاقدين على الإسلام ويتمنون تقديم خدمات إلى الدولة الصهيونية.

استمر ولاء محمد عصام العطار إلى المخابرات (الإسرائيلية) داخل حدود دولة تركيا 6 أشهر بعدها فكرت أجهزة المخابرات (الاسرائيلية) في استغلاله للقيام بوظيفة أخرى في بلد آخر في الوقت الذي أصبح فيه الجاسوس العطار عبارة عن لعبة شطرنج يتم تحريكها في أي وقت تشاء فيه إدارة المخابرات (الإسرائيلية).

فكانت المعلومات المطلوبة طبقاً للشخصية التي تقوم بالوظيفة هو ملف الأقباط ومدى ملائمة تجنيدهم لصالح (اسرائيل) وخاصة عندما اعتنق الجاسوس محمد عصام العطار الدين المسيحي ووافق على تغيير اسمه من محمد عصام غنيم العطار إلى جوزيف رمزي عطار يعتنق الكاثوليكية وبسبب إضرابه عن الزواج وكرهه الشديد للنساء تحول الجاسوس إلى شخصية شاذة جنسياً تبحث دائماً عن المال والجنس الشاذ.

في بداية يناير 2002 كانت المخابرات (الإسرائيلية) قد طلبت من المتهم محمد العطار السفر إلى كندا لاستكمال مهمة جديدة وهي البحث عن المصريين والعرب هناك وكتابة تقارير عنهم من أجل تجنيدهم ومن خلال "وثيقة إقامة باسم جوزيف رمزي عطار" وصل الجاسوس إلى كندا في الوقت الذي كانت المخابرات المصرية تتابع تحركاته أولاً بأول منذ وصوله إلى تركيا وقيام المخابرات (الإسرائيلية) بتجنيده حيث كان في استقباله في كندا المتهم الثالث كمال كوشيا ضابط المخابرات (الاسرائيلية) تركي الأصل والذي وفر للجاسوس وظيفة في احد مطاعم الوجبات السريعة وخلال عامين متكاملين قدم الجاسوس تقارير كثيرة قدرت بالآلاف إلى جهاز المخابرات (الاسرائيلية) يكشف خلالها عن الأشخاص المصريين والعرب الذين يصلح تجنيدهم حيث يقول في اعترافاته.. بالفعل قدمت العديد من المصريين والعرب ولكن كان دوري يقتصر فقط على كتابة التقارير التي تتضمن سلبيات وإيجابيات عديد من الشخصيات سواء رجال أعمال أو طلبة دارسون وكان التركيز الأكبر على مئات من الطلبة الذين يلجأون إلى كندا عن طريق وثائق الهجرة المنتشرة في القاهرة واشار في اعترافاته إلى أنه كان يختار من بين مئات العرب والمصريين الشباب الذي لا يرغب في العودة إلى مصر أو دولته حيث استطاع ان ينقل الحياة اليومية لهؤلاء الأشخاص لجهاز المخابرات (الإسرائيلية) وأنه بالفعل كان يتقاضى نظير ذلك مبالغ مالية باهظة لكنه كان يقوم بإنفاقها أولاً بأول بناء على تعليمات ضباط المخابرات (الإسرائيليين) حيث كان يطلب منه عدم إيداعها في حسابات بنكية لعدم افتضاح أمره.

00 (إسرائيل) قريباً للإقامة والعيش فيها بالإضافة إلى توفير فرصة عمل مرموقة له هناك وأنهم وعدوه بذلك بعد حصوله على الجنسية الكندية التي حصل عليها بالفعل في نوفمبر 2006 بعدها طلب الجاسوس من ضابط (الموساد) (تونجاي جوماي) السماح له بالحصول على إجازة لمدة شهر إلى القاهرة لزيارة أقاربه في الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتابع الجاسوس خطوة بخطوة حيث اقتربت ساعة الصفر لإلقاء القبض عليه وهي الفرصة التي انتظرتها الجهات الأمنية على مدار 6 سنوات متواصلة حيث يذهب الجاسوس بنفسه إلى وطنه الذي تجرد من جنسيته وديانته الإسلامية وفي مطار القاهرة يتابعونه لحظة بلحظة وأنهم سوف يلقون القبض عليه في مطار القاهرة حيث تم اقتياده إلى نيابة أمن الدولة العليا وخضع إلى تحقيقات مكثفة أمام هاني حمودة رئيس النيابة بإشراف المستشار هشام بدوي رئيس الاستئناف المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة، وفي النيابة اعترف المتهم الجاسوس محمد العطار عن جرائمه تفصيلياً وعثر معه على جهاز موبايل نوكيا N70 حيث عثرت الأجهزة الأمنية على أرقات تليفونات كثيرة مصريين وعرباً مقيمين في كندا وتركيا بالإضافة إلى هواتف ضباط (الموساد الإسرائيلي) الذين قاموا بتجنيده في تركيا وكندا واعترف المتهم في النيابة أن هذه الأرقام تخصهم وأنهم كانوا يتحدثون إليه من خلال بالإضافة غلى ذلك أبدى الجاسوس ندماً كبيراً للقيام بهذا الدور في الوقت نفسه قررت النيابة إحالته للمحاكمة العاجلة مع ضباط (الموساد) الثلاثة ووجهت النيابة إليهم تهمة الاشتراك في جريمة التخابر للإضرار بمصلحة مصر بالإضافة إلى تقديم رشوة دولية للمتهم محمد العطار لتقديم بيانات ومعلومات من شأنها الإضرار بمصالح البلاد.

وبالنسبة لمصر فإن شبكات التجسس الكبيرة قد بدأت منذ اليوم الأول لبدء العلاقات بين البلدين، حيث أعلنت السلطات المصرية عام 1985 عن القبض على شبكة تجسس صهيونية مكونة من 9 أفراد، من (الموساد)، حيث جاء التشكيل إلى مصر على دفعتين: ضمن أحد الأفواج السياحية أحدهما مكون من أربعة أفراد توجهوا إلى الإسكندرية، والثاني إلى منطقة القناة، وقد تم ضبط الدفعة الثانية في مدينة بور فؤاد أثناء قيامها بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة وضبط بحوزتهم عدة أفلام قاموا بتصويرها وبعد إجراء التحقيقات والتحريات تبين أنهم ضباط بجهاز المخابرات الصهيونية (الموساد).

في أغسطس 1986 تم القبض على شبكة تجسس أخرى ضمت عدداً من العاملين بالمركز الأكاديمي الصهيوني في القاهرة، إلى جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة الأمريكية، حيث ضبطت أجهزة الأمن المصرية بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال ومعمل تحميض وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات من الجيش المصري أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.

وفي أواخر عام 1986م تم ضبط أربعة جواسيس صهاينة في شرم الشيخ، وفي عام 1987 تم ضبط شبكة تجسس من السائحين الصهاينة أثناء زيارتهم لشرم الشيخ وفي عام 1990 ألقت أجهزة الأمن القبض على إبراهيم مصباح عوارة، لاشتراكه مع أحد ضباط المخابرات الصهيونية في تحري الفتاة المصرية "سحر" على القيام بمحاولة تجنيدها، وتم ضبط العميل وصدر ضده حكم بالسجن 15 سنة.

وفي عام 1992 سقطت شبكة "آل مصراتي" التي ضمت 4 جواسيس: وهم صبحي مصراتي، وأولاده ماجد وفائقة وجاسوس آخر هو "ديفيد أوفيتس" وقد اعترفت "فائقة مصراتي" الجاسوسة الصهيونية في التحقيقات بأن جهاز المخابرات الصهيونية جندها للعمل لديه منذ سنتين عن طريق المتهم (ديفيد اوفيتس) الذي تولى تدريبها على جمع المعلومات عن الأهداف العسكرية والاستراتيجية والشخصيات العامة في مصر.

واعترفت "فائقة" بأنها استغلت جمالها لإقامة علاقات مع الشبان المصريين الذين يشغلون مراكز في أجهزة مهمة وحساسة في البلاد، وقد تورط في هذه العلاقة المشبوهة عدد من أبناء المسؤولين، وتمكنت "فائقة" بهذا الأسلوب من جمع معلومات مهمة وبالغة السرية، وقامت بإرسالها إلى (الموساد) عن طريق ضابط مخابرات صهيوني حضر إلى مصر على فترات متفاوتة لتلقي المعلومات والتقارير من أعضاء شبكة التجسس، واعترفت "فائقة" باشتراك شقيقها ماجد ووالدها "مصراتي" في شبكة التجسس، ورغم صدور حكم ضد الجواسيس الأربعة، فإن مصر أفرجت عنهم وبادلتهم بعدد من المصريين المقبوض عليهم في تهم مختلفة داخل الكيان الصهيوني.

وأكدت تقارير أخرى أنه منذ (اتفاقية السلام) تم ضبط العديد من شبكات تجسس (اسرائيلية) باستثناء حالة واحدة لحساب المخابرات الأمريكية وأخرى إيرانية، وحسب التقارير الأمنية فإن 86% من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها صهاينة، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها صهاينة خلال 10 سنوات نحو 4 آلاف و457 قضية، ومما يدلل على ذلك اعتراف مصدر صهيوني بأن مصر يدخلها نحو 500 طن مخدرات سنوياً عن طريق الصهاينة.

00 سيناء بدون جوازات سفر أو تأشيرات لمدة أسبوعين، مما جعل عملية التسلل إلى داخل البلاد أمراً سهلاً.

وقد وصل التجسس إلى المفاعلات المصرية النووية بالرغم من أنه لم يبق منها إلا اسمها إلا أنها مناطق حساسة في أي بلد وتعتبر رأس أولويات الأمن القومي.

ويشير الخبير الاستراتيجي اللواء د. عادل سليمان إلى أن الكيان الصهيوني يشغله هاجس أمني شديد، ويشهد حالة شديدة جداً من القلق، وبالتالي يندفعون وراء عمليات تجسس ووراء أي شيء يحتمل أن يمثل خطر على كيانهم، ولو بنسبة 1% مضيفاً أنهم إذا كانوا بهذه الدرجة من القلق فلا بد أن تكون أجهزتنا المسؤولة عن نفس الدرجة وأكثر من اليقظة والمراقبة والاهتمام، مشيراً إلى أن عمليات التجسس أمراض تصيب كل المجتمعات، ويقع في فخها من يتطلعون إلى حياة كريمة، خاصة إذا كانوا يعانون من مشكلات مع الحكومة أو النظام الحاكم، والذي ينطبع في ذهن البعض أنهم يمثلون الوطن فينقمون عليه وعلى الوطن، ويتمنون العمل في أقسى المجتمعات عنفاً كالعراق مثلاً، وهو ما حدث مع بعض المصريين – على حد قوله – أثناء الحرب الأمريكية على العراق.

ويؤكد د. رفعت سيد أحمد مدير "مركز يافا للدراسات" أنه بالرغم من مرور ما يقرب من 30 عاماً على توقيع ما يسمى بـ(معاهدة السلام) بين مصر و(اسرائيل)، إلا أن الصهاينة لم يتوقفوا عن نشاطهم في تجنيد الأفراد والتخابر على المصالح القومية المصرية، مؤكداً أن كل ما فعلته اتفاقية "السلام" هذه بين مصر والدولة الصهيونية، هو نقل الحرب من ساخنة إلى باردة، فـ(اتفاقية كامب ديفيد) وما جرته في ذيولها من تطبيع بين مصر والدولة الصهيونية لم يمنع الصهاينة من استهداف مصر، وجعلها على رأس سلم أولويات المخابرات الصهيونية.

منذ نشأة "حزب الله" في بداية الثمانينات، تدور حروب متواصلة بينه وبين (اسرائيل)، فالقضية بينهما هي قضية وجود لكل منهما كما يبدو، حتى أنه باتت هناك قناعة بأن الحروب بينهما لن تنتهي إلا بانتهاء أحدهما.. أو بقدرة قادر.. خاض الحزب معارك كبرى عدة مع (إسرائيل) في العامين 1992 و1996 وأخيراً في عام 2006 حيث كانت اكبر هذه الحروب وأشرسها. كما خاص الحزب حرب استنزاف طويلة ضد الجيش (الاسرائيلي) في جنوب لبنان، واستمرت نحو عقدين من الزمن ولم تنته بانسحاب (إسرائيل) من الجنوب في عام 2000. ويخوض الحزب و(الدولة العبرية) في كل يوم وساعة ودقيقة حرباً سرية استخباراتية، لا يعرف الناس من فصولها إلا ما يسربه هذا الجانب أو ذاك من نجاحات يحققها، أو ما لا يمكن إخفاؤه من عمليات اغتيال ينفذانها.

نجح "حزب الله" مرات عديدة، ونجحت (اسرائيل) أيضاً في توجيه الضربات، وتعلم كلاهما من "التجربة والخطأ" استطاعت (اسرائيل) أن تغتال أبرز رجالات الحزب العسكريين والأمنيين وأخيراً عماد مغنية الذي أحدث اغتياله خطة أمنية كبيرة في صفوف "حزب الله" الذي تقول المعلومات انه قام بعد الاغتيال بـ "نفضة" أمنية غير مسبوقة في صفوفه لتجنب واقعة مماثلة قد تكون أقسى، وفي المقابل، نجح الحزب في تفكيك أخطر الشبكات (الإسرائيلية)، وآخرها شبكة مروان فقيه الذي تقول المعلومات أنه قد يكون أخطر عميل لـ(إسرائيل) لجهة اختراقه الحزب. ومن المعروف عن "حزب الله" تمتعه بجهاز أمن متقدم، وهو أجاد استخدام التقنيات التي سهلت عليه التنصت الهاتفي على الجنود (الإسرائيليين)، كما أنشأ في المقابل جهاز اتصالات خاص به بعيد عن هواتف الدولة اللبنانية، والرقابة (الإسرائيلية).

ويقول قيادي سابق في الحزب إن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله "لم يلمس في حياته هاتفاً خليوياً" مشيراً إلى أن اتصالاته الهاتفية كلها تتم من خلال شبكة الحزب الداخلية، حتى تلك التي يجريها مع قياديين لبنانيين أو غيرهم، إذ يتم بربط الشبكة العادية بشبكة الحزب لبعض الوقت وبوسائل تقنية تجعل من تتبع مصدر الاتصال أشبه بالمستحيل.

وكانت وحدة من (لواء النخب)، المعروف باسم (لواء غولاني) قد كشفت، وعن طريق الصدفة، مركزاً للتنصت على كل مكالمات الجيش (الإسرائيلي) في إحدى قرى الجنوب اللبناني خلال الحرب الأخيرة، وتقول دراسة عن الحرب الأخيرة أعدها مديرا "منتدى النزاعات" (اليستر كروك) المسؤول السابق في المخابرات البريطانية، و(مارك بيري) الكاتب والمحلل المتخصص في الشؤون العسكرية والاستخباراتية والسياسية الخارجية أن لدى "حزب الله" قدرات للتنصت على الإشارات اللاسلكية وهو ما جعل الحزب قادراً طوال مدة الحرب الأخيرة، على التنبؤ بالزمان والمكان الذي ستهاجم فيه المقاتلات والقاذفات (الاسرائيلية). وكان لهذا أيضاً الأثر الحاسم على الحرب البرية من خلال اعتراض وقراءة التحركات (الإسرائيلية). كما أتقن مسؤولو الاستخبارات في "حزب الله" القدرة على التجسس على الإشارات إلى درجة مكنتهم من اعتراض الاتصالات الأرضية بين القادة العسكريين (الإسرائيليين) الذين استخفوا بقدرات المقاومة، على إجادة تقنيات مضادة للتقنيات (الإسرائيلية) الفائقة التطور القائمة على "القفز بين الترددات" بعد حرب عام 2006، اتخذت قيادة (الجيش الاسرائيلي) قراراً برفع حجم ميزانية شعب الاستخبارات العسكرية في الجيش في محاولة للتغلب على التقنية المتقدمة التي بحوزة "حزب الله" والتي تمكنت من اختراق أجهزة الاتصالات (الإسرائيلية) والتجسس عليها على مدى عدة أعوام. ونقل عن ضابط (إسرائيلي) رفيع المستوى أنه "لا يمكن التنصت على "حزب الله" بنفس التكاليف التي يتنصت علينا، فمطلوب هنا تمويل جدي وكبير" وأشار إلى أنه "في أعقاب كشف الجيش عن معدات تكنولوجية لدى "حزب الله" وقدرات عسكرية متطورة، على عكس ما اعتقدنا، سيكون من الضروري زيادة الميزانية بشكل كبير، من أجل بناء الشعبة الاستخباراتية بشكل جدي وتزويدها بإمكانات عالية".

00 هذه الحرب لحماية قيادته أولاً ويشير إلى أن الحزب حقق في السنوات السبع الأولى انجازات مهمة جداً لكنه لم يتفوق على (اسرائيل)، ويرى العميد المتقاعد أن نجاحات الحزب الفعلية بدأت بعد عام 2000 فيما أن (اسرائيل) بقي مجالها الاغتيال. ويعترف حطيط بوجود "تقدم" (اسرائيلي) في مجال الاغتيالات التي استطاعت (اسرائيل) من خلالها الحصول على سبعة أهداف دسمة في اقل من 10 سنوات، بالإضافة إلى اغتيال رأس الهرم في الحزب الشيخ عباس الموسوي عام 1992 وقد تمكنت (اسرائيل) من اغتيال القيادي في الحزب فؤاد مغنية في عام 1994 عبر زرع تفجير استهدفه في محله الصفير في ضاحية بيروت الجنوبية، في سيناريو قيل أنه يستهدف استدراج شقيقه عماد للظهور واغتياله. ثم اغتالت القيادي في الحزب علي ديب في شرق صيدا في 16 أغسطس (آب) 1999 وبعده المسؤول عن التنسيق مع التنظيمات الفلسطينية علي صالح في الضاحية الجنوبية في 2 أغسطس (آب) 2003، ثم اغتالت قيادياً آخر يعمل على الملف نفسه هو غالب عوالي في 19 يوليو (تموز) 2004، واغتالت أيضاً الشقيقين محمود ونضال المجذوب القياديين في حركة الجهاد الإسلامي في 26 مايو (أيار) 2006.

وفي المقابل نجح "حزب الله" باغتيال قائد القوات (الإسرائيلية) في جنوب لبنان (إيرز غيرشتاين) بهجوم على موكبه في 28 شباط 1999، ونجا خلفه (غابي اشكنازي) من محاولة مماثلة في الجنوب بعد رصد الحزب تحركاتهما. خلص (الإسرائيليون) يومها إلى وجود تخطيط مسبق لـ "الاعتداء". إذ أن تلفزيون "المنار" بدأ منذ لحظة إعلان النبأ بث مادة أرشيفية لنحو 20 دقيقة عن حياة (غيرشتاين)، ونجح الحزب أيضاً في اغتيال أحد كبار المتعاملين مع (إسرائيل) في جنوب لبنان، هو عقل هاشم، بتفجير عبوة ناسفة في مزرعته في الجنوب.

وفي الإطار نفسه، يقول الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا أن مقياس النجاح والفشل في الحرب السرية هي في من يضرب الآخر أخيراً، مشيراً إلى أنه بعد اغتيال مغنية كان لابد للحزب من القيام بعملية تنظيف واسعة في المؤسسة الأمنية لأنه لا يعرف إلى أي حد تم اختراقه أمنياً وهو لا يستطيع أخذ أي مخاطرة، فيعتمد "السيناريو الأسوأ" ويشير حنا إلى أن (اسرائيل) فشلت في حربها مع "حزب الله" في الاستعلام التقني، إذ تبين من خلال التنفيذ ان لا معلومات أساسية لدى (الإسرائيليين) عن الحزب في الميدان، معتبراً أن (إسرائيل) "حتى في الميدان الاستراتيجي فشلت".

ويقول حنا أن ما نعرفه من الحزب السرية هو ما يظهر منها، فيما تبقى الكثير من الأسرار مكتومة.

ويشير إلى أن الحزب استطاع مثلاً أن يحصل على معلومات استراتيجية في عملية أنصارية وأن يفشل العملية يضرب القوة الخاصة (الاسرائيلية)، موضحاً أن "حزب الله" هو من التنظيم الوحيد الذي خرق (اسرائيل) استخباراتياً، ويقول أن ما يساعده في ذلك هو "التناغم مع الحركات الجهادية في الداخل الفلسطيني، وهي حركات من إنتاج إيراني بامتياز" ويتحدث عن "امتداد عربي وإسلامي في (اسرائيل) متعاطف يمكنه نقل المعلومات إلى الحزب" لكنه يقول إن الحزب ما يزال يفتقر إلى المعلومات الأساسية داخل صناعة القرار (الإسرائيلي) والتي لا يمكن أن تتوفر لضباط أو جندي عادي، فيما أن الحزب تعرض لضربة قوية باغتيال مغنية الذي يحمل تراكمات وخبرات كبيرة وكانت له اليد الطولى في إنجازات الحزب منذ الثمانينات.

ويرى حنا أن الاستراتيجية هي "وهمية بشكل عام" ويقول: "قد تفكر أنك محق وأن العدو يفكر بهذه الطريقة أو تلك وتخطط للنجاح، لكن المهم هو المعلومة التي إذا لم تستغل تبقى وهماً" ويشير إلى ضرورة تكامل القدرة على جمع المعلومة مع القدرة على الاستفادة منها آنياً، ولهذا لابد من التساؤل عن وجود هذه الآنية لدى الحزب ومدى قدرته على استغلالها.

يقول حنا "إن المعلومات والمفاجآت تبدأ غامضة لأن الظاهرة تكون جديدة، لكن هذا الغموض يتحول مع الوقت إلى (بازيل) أو (أحجية) تعرف أنها صعبة، لكن بقرارة ذاتك تعرف أن لها حلاً ومن خلال التجربة والخطأ يمكن أن تصل إلى هذا الحل" ويضيف: "حزب الله قبل الالتحام المباشر مع (إسرائيل) كان لغزاً وكلما قاتلها كلما اقترب منها بأن يقاتل بطريقة أكثر تقليدية، وكلما أصبحت هي أقل تقليدية، يضيق الهامش بينهما" ويشير إلى أن هذا يجعل قدرة الحزب على الابتكار أصعب خصوصاً أنه أصبح أكثر مؤسساتية مما يجعله أكثر قابلية للاختراق.

ويرى حطيط وهو عميد متقاعد ارتبط اسمه بترسيم "الخط الأزرق" الحدودي بعد الانسحاب (الاسرائيلي) من جنوب لبنان عام 2000 أن نجاح "حزب الله" في الحرب السرية والنفسية "يعادل إن لم يتقدم على الحرب العسكرية" ويشير إلى "عناوين كبيرة عدة" حقق فيها الحزب النجاح غير المسبوق، منها الملتصقة بالميدان، ويقول "إن (إسرائيل) اعتادت أن تقدم الصورة كما ترتسم بريشتها قبل أن تجد فريقاً عربياً يضاهيها في ذلك". ويشدد على أن القدرة التي يمتلكها الحزب على خرق جهاز الأمن (الإسرائيلي) وجمع المعلومات في فترات الهدوء والحرب "غير مسبوقة".

يرى حطيط "أن مشكلة العرب مع (اسرائيل) أنهم حاربوها دون أن يعرفوها، فيما أن "حزب الله" رسم في الحرب الأخيرة بنك أهداف دقيقاً تبين أنه أهم من بنك الأهداف (الإسرائيلي)". ويشير إلى أن (اسرائيل) حاربت "حزب الله" بالأساليب السرية نفسها التي كانت تمارسها ضد حركات المقاومة الأخرى وضد الأنظمة والدول العربية، أي عبر "زرع جيوش من العملاء" لكنه يقول إن الحزب استطاع "اقتلاع عيونها وآذانها من منطقته" كاشفاً أنه في الحرب الأخيرة "تم خلال ساعات إخراج كل من كان هناك شك في إمكانية تقديمه المعلومات من كامل الجنوب" ويرى أن الحرب السرية تبقى غالباً بعيدة عن الأضواء، وأن ما يعلن منها هو أقل بكثير مما يحدث في الواقع. ويشير إلى أن الطرفين لا يعلنان عن الكثير، مما يحصل "لأن الحرب السرية هي عمل تراكمي، ولا يمكن لأحدهما أن يعلن عن أسراره، بل يحاول البناء على إنجازاته والاستفادة منها بدلاً من التفاخر فيها".

ومنذ انسحاب (إسرائيل) من الجنوب اللبناني في أيار 2000، لاحظ جهاز الأمن الداخلي (الإسرائيلي) (الشاباك) زيادة في معدلات العملاء من قبل تجنيد العملاء من قبل "حزب الله" داخل (إسرائيل) وتقول تقارير (اسرائيلية) أنه منذ ذلك التاريخ وحتى الآن تم الكشف على أكثر من 20 شبكة تجسس.

كما أن جهود "حزب الله" في تجنيد العملاء لم تتركز فقط على العرب في داخل (إسرائيل) إنما شملت السياح و(الاسرائيليين) أيضاً. فقد أعلنت (اسرائيل) أنها ألقت القبض على أحمد الأشوح، وهو سائح دنماركي من أصل فلسطيني، وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات بتهمة إرساله من قبل "حزب الله" لجمع معلمات عن أهداف داخل (إسرائيل).

وفي عام 2001 حاول "حزب الله" الحصول على خرائط ومعلومات خاصة بتحركات (قوات الأمن الإسرائيلية) على الحدود الشمالية مع لبنان، من اثنين من رجال الشرطة اليهود مقابل الكثير من المال. وقد تعاون الشرطيان (الإسرائيليان) (شمعون مالكا) و(إتيان رودكو) إلى أقصى مدى مع "حزب الله" قبل القبض عليهما، ويقول الصحافي بجريدة "هارتس" والمتخصص في شؤون التجسس والمخابرات (يوسي ميلمان) أن "حزب الله "يحاول دوماً إقامة علاقات سواء داخل (إسرائيل) أو خارجها مع صحفيين (عرب ويهود) ومع رجال أعمال (اسرائيليين) وأحياناً بدون علمهم".

ويتهم "حزب الله" بالاعتماد في مواجهة (اسرائيل) على عمليات منظمة لتهريب المخدرات إليها، وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الجنرال (جيورا أيلاند) أن الحزب يفهم معنى الحرب الحديثة أفضل من (اسرائيل) في بعض الأحيان. وقالت صحيفة "يديعون أحرونوت" أن حسن نصر الله يرغب في إغراق (اسرائيل) بالمخدرات، وأنه هرب عشرات الكيلوغرامات من الهيروين إلى (إسرائيل) منذ حرب صيف عام 2006 سعياً إلى ما قالت أنه "تسميم" المجتمع (الإسرائيلي).

ومن بين أحدث الموقوفين، اسماعيل سليمان الذي تقول لائحة الاتهام (الاسرائيلية) أنه قدم لـ "حزب الله" معلومات عن تحركات وحدات من الجيش (الاسرائيلي) في المنطقة التي يقطنها (شمال اسرائيل)، وذكرت لائحة الاتهام أن سليمان التقى في شهر أيلول 2008 ناشطاً من "حزب الله" خلال تأديته مناسك العمرة، واتفق الاثنان على أن ينقل سليمان للحزب معلومات أمنية حساسة.

وفي شباط 2008، أوقفت (اسرائيل) جندياً بتهمة التجسس لحساب "حزب الله" بعد الاشتباه بنقله إلى الحزب معلومات حول قواعد عسكرية مقابل مخدرات. وفي تشرين الثاني 2007 أصدرت محكمة حيفا المركزية (الاسرائيلية) حكمها بالسجن لمدة ثلاث سنوات وسنتين مع وقف التنفيذ على فتاة من عرب (48) قالت المحكمة (الاسرائيلية) أنها تتخابر مع "حزب الله" بعد أن تم تجنيدها عندما كانت تدرس الطب في جامعة أردنية. وقد تمكنت (اسرائيل) من كشف شبكات للعملاء قام "حزب الله" بتشغيلهم من بين سكان قرية بيت زرزير البدوية، وقد حكم على أحد سكانها عمار رحال بالسجن لثماني سنوات بتهمة التجسس. وكان على رأس شبكة أخرى من نفس القرية ضابط بالجيش (الاسرائيلي) برتبة عقيد هو عمر الهيب، الذي حكمت عليه المحكمة العسكرية (الإسرائيلية) بالسجن لمدة 15 سنة بتهمة التجسس، وقالت (اسرائيل) أن الوسيط بين "حزب الله" وهاتين الشبكتين شخص يدعى جمال رحال، وهو من نفس القرية وسبق أن خدم في الجيش (الإسرائيلي) كقصاص للأثر، وقد حكم عليه مؤخراً بالسجن لمدة 18 عاماً بتهمة التجسس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

شبكات التجسس (الإسرائيلية) على الدول العربية.. :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

شبكات التجسس (الإسرائيلية) على الدول العربية..

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جريدة ندى الشاملة بالإسكندرية :: مقالات الكتاب :: c_ahmed250-
انتقل الى: