يمتاز المجتمع النشيط برقيه وثقافته ووعيه وثبوت عقيدته, ذلك المجتمع الذي يحيا بحياة أفراده وحركتهم ونشاطهم.. فهو المجتمع المتقدم الذي يجاري العصر والأحداث وأفراده ذوو نفوس واعية وأصحاب ثقافة، يترقبون أخبار الساعة ومستجدات العلم في أرجاء المعمورة ويعيشون مع التقدم الحضاري، لا تخفى عليهم مجريات الأمور والأحداث.
وكل الحضارات وخصوصاً حضارتنا الشرقية تأكد على إحياء المجتمع بإحياء أفراده وزيادة علومهم ومعارفهم الحديثة ويؤكد على الثقافة العصرية خاصة لفينوس المعاصرة.. فينوس النشطة الواعية.. فإن لها الدور الكبير في تربية جيل المستقبل وإعداد أناس نشطين هادفين.. فإنّ فينوس الأم تهب المجتمع أفراداً مخلصين يحرّكونه نحو التقدم والحضارة والهدف الرأسمالي الأسمى.
ونحن نسعى كوننا عضوات في المجتمع المعاصر لأن نربي أنفسنا ونثقف أولادنا ونشعرهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، يتطلعون للقريب والبعيد، أذهانهم مفتوحة حتى لا تفوتهم الأحداث ويغتموا فرص الزمان لكي يستطيعوا أن يساهموا في التقدم ويجرونه في سيره الحثيث.
وفينوس الحكيمة لابدّ أن تعمل من أجل مجتمعها.. ما أن تنتهي من نشاط حتى تنتقل إلى آخر فهي عطاء للإنسانية, فالمجتمع النشيط الهادف هو ذلك المجتمع الذي لا يرضى بالذل والهوان ويعيش بعيداً عن التبعية والتقليد، ذلك المجتمع الذي يعتمد أفراده على المطالعة المستمرة والثقافة العصرية.
ويكون حذراً من مؤامرات الإستعمار الحديثة ويكشف ألاعيبه فإنه عين ساهرة على أفراده وعلى أرضه، والحركة والنشاط والثبات على المواقف الصحيحة التي تقوِّي عزيمة الفرد وتحثّه على العمل الدؤوب بعيداً عن التقاعس والكسل والبطالة.
فلنبني عزيزاتي صرح المجتمع يداً بيد من خلال العمل الدائم والنشاط المستمر ولنرسّخ القيم في النفوس، لننشأ مجتمعاً صالحاً لا يرضى بالذل والهوان والتبعية ولننشر بذور الخير والحب لتحصدها أجيالنا على مرّ العصور.